أغلقت أمس بريطانيا وفرنسا سفارتيهما في صنعاء بعد ساعات من إجراء أميركي مماثل، كما قررت سفيرة الاتحاد الأوروبي مغادرة اليمن في غضون يومين، ما اعتبره مراقبون مؤشراً إلى توجه دولي لفرض عزلة ديبلوماسية واقتصادية على سلطة الحوثيين لإجبارهم على التراجع عن «إعلانهم الدستوري» والعودة إلى سياق العملية الانتقالية التوافقية. وذكرت وكالة «فرانس برس» ان عناصر حوثية استولت على ثلاثين سيارة ديبلوماسية اميركية في مطار صنعاء بعيد مغادرة السفير صنعاء.
وفي ظل ارتفاع حدة المخاوف الأمنية ووصول المسار السياسي إلى طريق شبه مسدود أعلنت السفارة الفرنسية في بيان لها أمس إغلاق أبوابها اعتباراً من الجمعة وحتى إشعار آخر، ودعت رعاياها إلى مغادرة اليمن في أسرع وقت ممكن بسبب «التطورات السياسية الأخيرة والأسباب الأمنية».
وجاء الإجراء الفرنسي متسقاً مع خطوات مماثلة لواشنطن ولندن، إذ قررت العاصمتان إغلاق سفارتيهما إلى أجل غير مسمى، وأجلت ليل الثلثاء- الأربعاء العشرات من الموظفين مع جنود المارينز المكلفين بحراستها عبر طائرات خاصة وصلت إلى مطار صنعاء.
وعلمت «الحياة» أن سفيرة الاتحاد الأوروبي في صنعاء بتينا موشايت قررت مغادرة اليمن في غضون يومين «لدواع أمنية» في حين تصاعدت المخاوف لدى الأوساط السياسية اليمنية من أن يكون إغلاق السفارات الثلاث مقدمة لتخلي المجتمع الدولي عن اليمن وتركه لمواجهة مصيره تحت حكم المسلحين الحوثيين، بما يعنيه ذلك من فرض عزلة دبلوماسية واقتصادية».
ويبحث مجلس الأمن اليوم مشروع قرار يتضمن «رفض سيطرة الحوثيين على صنعاء والمؤسسات الدستورية فيها» ويدعو الى «إطلاق الرئيس عبدربه ورئيس الوزراء والوزراء من الإقامة الجبرية وإعادتهم الى مواقعهم» والتأكيد على مرجعية «المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة الوطنية».
وأعد الأردن، ممثل الدول العربية في المجلس، بالتعاون مع مجلس التعاون الخليجي، وبريطانيا التي تمسك بالملف اليمني، مشروع القرار الذي أبدت روسيا «تجاوباً في شأنه حتى الآن مع بعض التحفظ».
وقال ديبلوماسي مطلع إن «مشروع القرار يتضمن عناصر مشابهة لبيان مجلس التعاون الخليجي الذي صدر السبت الماضي، إضافة الى عناصر بيان مجلس الأمن الذي كان صدر الجمعة» وأعرب عن «قلق المجلس من سيطرة الحوثيين على المؤسسات الحكومية وحل البرلمان».
ونقل مصدر ديبلوماسي عن بنعمر خوفه من ازدياد خطر انفصال جنوب اليمن عن شماله، وأنه أبدى قلقاً من إمكانية اضطرار هادي الى الانتقال الى الجنوب وإعلان حكومة منفصلة هناك».
* الحياة