ياحصن مولى البناقل محلى ركونك
خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب
الحب فيه المزلة والعفو عين الصواب
لي خربوا دار بصعر بايخربونك
خذ عشر خذ خمس تعشر لابد لك من خراب
أبيات حسين أبو بكر المحضار وُلدت في سياق سياسي حساس، حين كان الحكم في الجنوب يشهد تغيّرات متسارعة بعد الإطاحة بالرئيس سالمين وقتله. وهي في ظاهرها خطاب لدار الرئاسة، لكنها في جوهرها رسالة مشفرة لكل حاكم جديد يصل للكرسي بالدم. فالذي جاء به وعلى أنقاض من سبقه، سيخرج به كما خرج وانتهى من حل مكانه.
وهذا ما شهدناه مع مرور الوقت، وصلت الرسالة نفسها من حيث الفعل السياسي إلى عهد علي عبدالله صالح، الذي بسط نفوذه معتقدًا أن دار الحكم أصبح ملكًا له إلى الأبد، لكنه في النهاية واجه المصير ذاته خراب الدار، ومقتله وهو هارب.
السلطة التي تقوم على هدم ما قبلك او قتل من سبقك، سيأتي من يهدم ما عندك بالطريقة نفسها ويقتلك، وهكذا سنن الحكم مهما طال الزمن، فإن الغراب سيقف على شرفات دورها الظالمة، إذا لم تصلح احوالها واحوال مواطنيها.