قال دبلوماسي جنوبي مقيم في المنفى أن الجنوب لا يزال يرزح تحت عبء أمراضه التاريخية التي عزز نشاط فيروساتها القاتلة بضراوة الصراع على السلطة بين أجنحة الحزب الأشتراكي وهي أجنحة مناطقية بإمتياز غذى مناطقيتها الأخوه من حوشي الذين حكموا الجنوب فعلاً بعد كارثة يناير ٨٦م.
وقال الدبلوماسي السابق صالح الجبواني المقيم في بريطانيا المقيم في بريطانيا .. كانت الدولة في الجنوب دولة عزيزة مهابة الجانب لكن الذي دمرها هو ذلك الصراع ثم سلم ركامها السيد البيض في مايو ٩٠م لعلي صالح ببلاش.
اليوم علينا أن نسلم بحقيقتين أن كنا نتوق للخروج من هذا الوضع المشتت الذي يؤخر استعادة دولتنا:
- الحقيقة الأولى : أن نفرق بين الدولة التي كانت والحزب الذي كان يحكمها، فالدولة يجب أن تُستعاد، أما الذين يحلمون بعودة الحزب وحكم المكتب السياسي وأنهم بواسطته سيعودون للسلطة وستعود مناطقهم (وأنا لا أقصد محافظة بعينها بل أكثر) تحكم كما كانت, .. عليهم الإقلاع عن هذا الحلم الوهم لأنه مستحيل فالناس سيقاومون هذا المشروع وأصحابه هم قلة من بقايا الحرب البارده.
- الحقيقة الثانية : أن الجنوب لن يكون وبالمطلق سلطنات ومشيخات كما كان قبل الإستقلال وأي سلطان أو شيخ يحلم بمثل هذا هو واهم.
فالجنوب سيكون دولة واحده كما كان قبل الوحدة وممكن يُقسم إلى ست ولايات فيدرالية كما كان.
وتكون الدولة مدنية ديمقراطية تصل الأحزاب للسلطة عن طريق الإنتخابات بشرط أن توضع ضوابط لعدم عودة التعصب القبلي والمناطقي والحزبوي، فنحن نريد الجنوبي يكون جنوبي أولاً واخيراً ويبقى أنتمائه لمنطقته أو قبيلته هو أنتماء إجتماعي وليس سياسي.
إذا سلمنا بهذه الحقائق سنكون قد وضعنا انفسنا على أول الطريق الصحيح.
أحب أن أشير هنا إلى أن الأشتراكيين الواهمين في مجلس الحراك الثوري وتفرعاته بدأوا بنغمة تذكرنا بشعار "كل الشعب جبهة قومية" وأحتكار الثورة والحراك وهذا المسلك هو الذي عرقل مسيرة الحراك فعليهم الخروج مما هم فيه لأن تطور الأحداث وموقفهم منه كما يتبدى قد يجعلهم في مواجهة الشعب الجنوبي وحينها قد يحصل مالا تحمد عقباه.