الطفل سليمان أحمد فقد النطق ونعمة العقل بسبب إنفجار صاروخ بالقرب من منزله (صور)
*بداية القصة*
عندما أخبرني صديقي فيدل شائع بقصة الطفل الذي رآه في إحدى الحافلات بمعية أبيه وأخيه الأصغر والحالة التي كان فيها والكلمات الغريبة التي يتمتم بها ولم يفهمها صديقي شدت إنتباهه أكثر وزادة غرابته عندما راه يضرب شقيقه الصغير قال فسألت والده عن حالة الطفل فقال بسبب الحرب وسالت دموع الاب ودموع صديقي فقلت له خذني لهم لعلي أساعدهم من خلال نشر قصة هذا الطفل ومعاناته فقال لا أعرف المكان ولكني سوف أسأل عنه أهل القرية التي نزل فيها لانه يسكن هناك كما يبدو وبعد عدة أيام وجد فيدل المنزل فذهبنا سويا ومعنا الزميل حسام الحيدري قطعنا مسافات مشيا على الاقدام من منطقة القرنعة إلى الوادي حيث منزل الطفل وتفاجئنا عندما رأينا ذلك المنزل البسيط المصنوع من القش وقد فعلت به عوامل التعرية مافعلت من خراب كان الباب بسيطا من خشب الأشجار خرج الينا والد الطفل ورحب بنا وأدخلنا منزله كل شي في المنزل البسيط المتواضع يدل على البساطة والفقر معا وجدنا الطفل سليمان يصرخ من الألم سألنا والده ما سبب صراخه فقال كان معي أمس في السوق وسط العاصمة زنجبار فصدمه سيكل نار وأصابه بجروح بسيطة في رجله فقدمنا له الشكولاته فتوقف عن البكاء وأبتسم لنا وانشغل هو واخته الصغيره وأخيه الأصغر منه بأكل الشوكلاته وبدأ الاب يقص لنا ما حدث.
*بداية المأساة*
بدأت مأساة الطفل سليمان منذ أكثر من أربع سنوات مضت وهي نفسها فترة أحداث أبين2011 لم تنتهِ خلالها معاناة أبين وأبنائها ولم تنتهِ كذلك معاناة الطفل سليمان أحمد سليمان الذي كان حينها عمره خمس سنوات لايعرف معنى الحرب ولكنه يخاف ويرتهب من الحرب وأصوات الرصاص والمدفعية والصواريخ هذه الأسلحة القاتلة الذي تسبب صوت انفجاراتها في سلب لب عقل الطفل سليمان الذي لم يتحمل صوت دوي انفجاراتها وصراخ إخوانه وأمه ففقد النطق وثقل لسانه وأصبح عاجزا عن الكلام وتأثر عقله وأصبح في حالة من اللاوعي لايدرك الاشياء ولايعقل الأشياء أشبه بالجنون سليمان اليوم بلغ سنه عشر سنوات وحالته لم تتحسن بعد عندما تنظر له وهو يتحرك ويقفز ببراءة الاطفال ويضحك لك بابتسامة عريضة ترى من خلالها أسنانه البيضاء كبياض قلبه ووجهه البشوش الرضي , يحاول ان يتكلم معك عندما تكلمه ويريد أن يعبر ويخرج ما بداخله ولكنه لايستطيع من حركاته التي يقوم بها تدرك انه مازال طفل في سنواته الأولى وليس في العاشرة فهل أُصيب سليمان بالتخلف العقلي نتيجة أصوات الانفجارات والقذائف القريبة من منزله أم فقد عقله تماما وهل هناك علاج لهذا الحالة التي وصل لها ومن سيتكفل علاج هذا الطفل الفقير؟ الذي يعيش مع والده الفقير الذي يعتمد في إعالة أسرته من تربية الأغنام هي مصدر رزقه الوحيد لايملك وظيفة ولا منزل يحمي أطفاله من حر الشمس وبرد الشتاء منزلهم متواضع من القش وعيدان الاشجار وأحد جدرانه الذي انتهت بفعل عوامل التعرية أصبحت اليوم كوم من القمامة والتي هي عبارة عن مخلفات الاغنام طوله عدة أمتار نعم أصبحت هذه القمامة هي الجدار الذي يستر هذه العائلة الفقيرة من جهة الطريق العام في قريتهم المتواضعة في الوادي أعلى منطقة القرنعة الواقعة في الجهة الشرقية من منطقة الكود هذه هي حالة والد الطفل سليمان فمن أين يتحمل الأب الفقير علاج طفله ولماذا لم تقم الدولة بتحمل علاجه كأحد ضحايا الحرب في أبين وأين هي المنظمات الإنسانية من هذه الحالة؟ .
هذا السؤال وجهته للأب أحمد سليمان والد الطفل سليمان فقال هناك العديد من جاء الينا وسجل إسم الطفل وغادر ولم نراه لم اتحمل منظر إبني ومعاناته فدبرت مبلغ من المال واخذته الى عدن وحاولت علاجه في إحدى العيادات الخاصة عند طبيب مختص في المخ والاعصاب وعملنا الأشعة والفحوصات والأجهزة المطلوبة وأعطى لنا الطبيب دواء وأخذناه له ولم يتحسن ويفترض علينا العودة ولكن كما تعلم ان العلاج في العيادات والمستشفيات الخاصة مكلف للغاية والمواصلات كذلك فلم أستطيع فظروفي لاتسمح كما ترى حالنا ومعيشتنا فوكلت وفوضت أمري إلى لله ففاضت عيناه بالدموع حرقة وألم على ما يحدث لطفله وعجزه عن مواصلة علاجه .
لحظات وجدت نفسي لم أستطع تحملها وكلما تذكرتها وتذكرت الطفل سليمان وبراءته فاضت عيناي بدمع للمأساة , والله تقطع القلوب ليتصور كل من يقرأ هذا المعاناة أن الطفل ابنه لاسمح الله فماذا سيفعل؟ وأين فاعلي الخير وأصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء للتخفيف من معاناة هذا الطفل والأم ووالده هم موجودن وأنا على ثقة أن هناك من سيبادر بعلاجه ليكسب الأجر والثواب العظيم ويحتسبه عند الله وحده .
*وللقصة بقية*..
يواصل والد الطفل قصة المعاناة الحقيقية لطفله فيقول بدأت عنده هذه الحالة بعد أن انفجر بالقرب منا صاروخ سبب لنا جمعيا حالة من الهلع والخوف صغار وكبار وسليمان كان أكثر واحد تأثر ولم يتكلم سليمان يومها وفي المساء أُصيب بحمى شديدة يبدو هي التي أثرت على دماغه ومن يومها لم ينطق فقد القدره على الكلام وأصبح مثل المجنون وتنتابه بين فترة وأخرى حالة من التشنج يتشنج علينا ويعود لحالته الطبيعية وعلى هذه الحالة من منذ أكثر من أربع سنوات وأملنا في الله كبير مابيدنا حيلة ولانملك المال لعلاجه في المستشفيات الخاصة. وماتزال معاناة ومأساة الطفل سليمان مستمرة وأملنا في الله ثم في فاعلي الخير كبيرة لعلاج هذا الطفل وإعادة الإبتسامة والأمل له ولأسرته.
*- جمال محمد حسين – الكود زنجبار أبين
سليمان وأخيه وخلفهم مسكنهم الذي يأويهم
بوابة منزل الطفل سليمان
الطفل المعاق نتيجة لحرب أبين الأولى العام 2011م