المرأة الجنوبية أكثر الأطراف التي تضررت من الوحدة الفاشلة

2016-03-09 05:52
المرأة الجنوبية أكثر الأطراف التي تضررت من الوحدة الفاشلة

نساء عدنيات نهاية العام 1952م يباركن للرئيس المصري محمد نجيب قيام ثورة يوليو

شبوه برس - خاص - لندن

 

بمناسبة يوم ٨مارس اليوم العالمي للمرأة  بعد التهنأة للمرأة الجنوبية واليمنية ايضا بصفة عامة يتوجب علينا الوقوف امام ما آلت اليه اوضاع المرأة الجنوبية من أضرار الوحدة الفاشلة مع اليمن الشمالي فحقوق المرأة المدنية والسياسية في الجنوب التي كانت متقدمة عن تجارب بعض الدول العربية اصبحت بعد الوحدة في مرتبة دنيا مقارنة حتى مع دول الخليج العربية المحافظة والتقليدية سواء في مستوي المناصب الوزارية او التمثيل الدبلوماسي للدولة في الخارج

 

لاشك بقدر ماخسرت المرأة الجنوبية مكانتها قبل الوحدة سواء في مرحلة الاستعمار البريطاني او في نطاق دولة الاستقلال اكتسبت المرأة في اليمن الشمالي بعد الوحدة حقوقا لم تكن تحلم بها من ناحية الحق في المشاركة في الانتخابات كناخبة وكمرشحة ومع ذلك  لم تبرز اسم إمرأة واحدة من بين اعضاء مجلس النواب وحتي على مستوي مجلس الشورى كلهم كانوا من نساء الجنوب برغم الفارق السكاني بين الجنوب والشمال ولعل هذا الجانب يرد بشكل صارخ ضد بعض الكتبة الذي يحمل البعض منهم درجة الدكتوراة مثل الغفوري يستهزأون بالجنوبيين ويظهرونهم بانهم متخلفون خارج العصر بينما بفضل الوحدة اكتسب الشمال حقوقا خاصة علي مستوي حقوق المرأة لم يكن يحلم احدا منهم يحلم بها

 

واكتسبت المرأة الجنوبية حقوقا متقدمة حتي على مستوى بعض الدول العربية كجمهورية مصر العربية التي دخلت فيها المرأة عالم القضاء  وحصلت علي حق الخلع في السنوات القليلة الماضية فقط بينما الجنوب عرف ذلك قبل مصر ولا يعترف بالمرأة اليمنية الشمالية كقاضية والبعض قبولها في الترافع امام المحاكم كما حدث احدي الزميلات المحاميات الذي رفض رئيس المحكمة العليا المتوفي الاستماع إليها كمحامية لعدم إعترافه حسب قوله ان تمارس المرأة مهنة المحاماة

 

ان النموذج التونسي المتقدم يبين بوضوح حتي في اطار الاسلام السياسي كحزب النهضة وكذلك التجربة التركية بعدم وجود تعارض بين سماحة الاسلام وحقوق المرأة من هنا كنت اتمني سماع أو قراءة شخصيات دينية بارزة جنوبية خاصة من حضرموت تحي عيد المرأة والتاكيد علي حقوقها وفق المواثيق الدولية والنصوص الدستورية والسبب الاشارة الي حضرموت لانها نموذج للوسطية الاسلامية وللتاكيد علي غياب سيطرة القاعدة علي حضرموت ووالداعش علي بقية الجنوب بزفتراض ان القاعدة وداعش لها تحفظات علي حقوق المرأة وبصدور تهاني وإحتفال باليوم العالمي للمراة من شخصيات دينية جنوبية بارزة ستظهر زيف وجود القاعدة وداعش في الجنوب وانهما مجرد خلايا تابعة للحوثيين وصالح

ولايمكن اعتبار ٨ مارس العيد العالمي للمرأة انها بدعة غربية فهي انسانية قبل ان تكون غربية وهي تمثل موروث عالمي من مبادىء حقوق الانسان بالضبط كحق الشعوب في تقرير المصير ولايمكن الجنوب المطالبة بهذا الحق وإخفاق المطالبة بحقوق المرأة المدنية والسياسية

 

*- الدكتور محمد علي السقاف - لندن