اليوم اليوم وليس غدا .. إذا أراد قادة المقاومة الجنوبية وقيادة المحافظات الجنوبية وكل من يهمه شأن الجنوب الحفاظ على نصرهم وتمكين الجنوبيين من مناطقهم وبناء دولة المؤسسات القائمة على العدالة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .. اليوم قبل غد عليهم الاجتماع والتشاور والنقاش المستفيض حول آلية واستراتيجية سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية تحت قيادة موحدة تبدأ من عدن وتنتهي في كل ربوع الجنوب أو حتى المناطق المحررة . المخطط رهيب ومخيف لعدن خصوصا والجنوب واليمن ككل .. عراق ليبيا = وضعنا المقبل لا سمح الله .. فهل أنتم تضعون وطنكم في المقدمة أم المناصب والريالا والمكانة السياسية هي من تبحثون عنها ؟!!
ألا تكفي الدماء التي سالت حتى صبيحة هذا العيد ؟!!
ألا يكفي التدهور الخدماتي في عدن وكل ربوع الجنوب ؟!!
ألا يكفي أن قراركم الاقتصادي مازال بيد عفاش والحوثي إلى هذه اللحظة ؟!!
ألا تكفي تلك النظرة والحسرة التي تملأ عيون رجال صدقوا فقاتلوا وصمدوا في الوقت الذي فر فيه الفارون ؟!!
ألا تكفي الحالة المزرية التي وصلنا إليها بعد التحرير والنصر .. فمنا أصبح المناطقي ومنا ظهر المتحزب على حساب وطن ومنا ظهر موزعوا صكوك الوطنية والخيانة حسب الهوية والخلفية السياسية وما شابه ؟!!
ألم يكفنا التفات العالم بأكمله ابتداءا بالمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وامتدادا إلى مصر ودول التحالف وانتهاءا بالعالم بأكمله ؟!!!
ألم نعقل الدرس ونفهم ما يراد لنا من واقع عراقي ليبي تمزقي متناحر داخليا تتحول فيه المقاومة إما إلى داعش أو إلى مليشيات خارجة عن القانون بسبب الإهمال وعدم الالتفات إليها وتقديم ابناء المنطقة الفلانية على حساب غيرهم حتى أن منهم من لم يحمل سلاحا ولم يطلق طلقة واحدة بينما مقاومون أفذاذ لم يجدوا لقمة يهضمونها ؟!!
ألا يكفي ذلك الحال المؤسف الذي وصلت إليه الكثير من أسر شهداءنا الذين ضحوا بأغلى ما يملكون فداءا للأرض والدين والعرض ؟!!
ألا يكفي حال جرحانا المشتتين في كل بقاع الأرض ومنهم من لم يعالج أو ينظر إليه ولو بعين الشفقة لما آل إليه حال جسده الذي روى أرضنا دما زكيا وضحى بجزء منه لأجله ؟!!
من يبادر منكم أيها القادة ؟!! من يضحي بكبرياءه من أجل الحفاظ على كبرياء وطن ؟!!
من يستطيع أن يكسر قاعدة قياداتنا العتيقة التي ترفض التوحد بسبب أن كل قائد وزعيم ورئيس لا يقبل إلا أن يحضر كرئيس وليس أقل من ذلك ؟!!
من يتجرأ ليخدم قضيته ووطنه وشعبه ولو على على حساب نفسه ومكانته ومنصبه ؟!!
قد يظن البعض بأنه نداء عقيم لا فائدة منه ولكننا سنظل نحاول ونحاول ونحاول ولن نتوقف حتى نستعيد وطننا وحريتنا وامننا واستقرارنا ولن نرضى بأقل من ذلك .
ونصيحتي للجميع وحدوا الكلمة ونادوا واصرخوا وناشدوا وادعوا وطالبوا وافعلوا كل ما تستطيعون لتوحيد كلمتنا والقضاء على المناطقية والفكر الإرهابي المقيت وحاربوا الإحباط والتشاؤم فلا مكان أو دولة أو منطقة تقبل بنا إلا وطننا ولن يعطينا أحد وطننا فالأوطان تؤخذ وتستعاد بقوة الإرادة والتوحد خلف هدف واحد وبقوة العقل واليد معا .
*- أسامة عدنان – اعلامي عدن