الإمارات : وطن بنكهة شمس

2016-07-27 02:13
الإمارات : وطن بنكهة شمس
شبوه برس - متابعات - ابوظبي

 

مطالع نهاراتنا في الإمارات تقبل من الشمس وتنبئ بالشمس، غير أن للحكاية تتمتها: الشمس الصغيرة في الزاوية العليا من دفتر الرسم تصل طفولتنا بالحاضر والمستقبل، ونمضي معا في حركة متضامنة نحو الشمس عبر غد يتوالى فصولاً، ونمضي معا نحو الغد عبر شموس تنبض في المهج وكأنها المهج.

الحكاية، باختصار، أن دولة الإمارات الرائدة اختارت مستقبلها مطوقا بالابتكار والاستدامة، فكان أن تأسست مدينة مصدر، وكان أن تأسس معهد مصدر، وكان أن اجتمع العالم في شرم الشيخ لينتخب أبوظبي عاصمة للطاقة الجديدة والمتجددة في العالم.

أمس، عادت طائرة «سولار امبلس» إلى حيث انطلقت في مارس/آذار من العام المنصرم، من أبوظبي إلى أبوظبي، من أول الطموح إلى أول الطموح، فقد قررت دولة الإمارات، بما تمتلك من رؤية مستقبلية عميقة، احتضان ودعم مبادرات العلم والإبداع والسبق على مستوى العالم، وهاهي اليوم، وهي إحدى مصادر الطاقة التقليدية المعروفة، تحفر اسمها بارزاً وجلياً في ميدان الطاقة البديلة والمتجددة، باعتبار أن الابتكار نهج وأن الاستدامة طريق.

لا ينفصل هذا عن التوجه العام للدولة، لكن لمبادرة «سولار إمبلس» مجازها الذي ينصهر والحقيقة: أول طائرة بالطاقة الشمسية ومن دون قطرة وقود تقليدي واحدة تكمل رحلتها حول العالم، من شرقه إلى غربه مرورا بالمعالم والآثار الحضارية للإنسان والإنسانية، لتصل، في نهاية المطاف، التي هي بداية جديدة للعمل الإنساني المثمر الخلاق، إلى أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفيما تناقلت خبر وصور وصول الطائرة الشمسية وكالات ومحطات الأخبار العالمية الأكثر مهنية وشهرة بمزيد الإعجاب والإطراء، يشعر مواطن الإمارات بالفخر حقاً، والشعور بالمناسبة من حق كل عربي. هذه دولة تحقق لأهلها والعرب أقصى الحلم، فلا غرابة لو استقبل ذلك بأقصى الفرح.

والأمر لا يخلو من رسالة تطلقها الإمارات إلى العالم فتصل: في هذا العالم الذي يتهدده الرعب من كل صوب بعد الفشل الذريع، للأسف، لأطروحة تعايش وتصالح الحضارات نحو تحقيق أنسنتها المبنية على قيم الأخوة والصداقة والتفاهم واحترام الآخر المختلف معه، تطرح دولة الإمارات، وبقوة الأنموذج، حيث بيت العطاء المتوحد، والاقتباس من محمد بن زايد، وحيث تصدير التفاؤل إلى القريب والبعيد، والاقتباس، ثانية، من محمد بن زايد.

بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تكرست لدى الرأي العام العالمي، حقيقة هي سليلة الواقع: أبوظبي، وهي المنتجة الأساسية للنفط، تحقق الريادة غير المسبوقة كونها عاصمة الطاقة المتجددة في العالم.

ومطلوب وصول الرسالة، بهذا الوضوح، إلى أهل الإمارات، خصوصاً الطلاب والشباب، وإنما بالعمل، قبل أي شيء آخر يتحقق حب الوطن، فكيف بوطن ساطع بنور اليقين ونكهة الشمس؟

 

*- بقلم : ابن الديرة - الخليج

[email protected]