المراقب لمجريات الاحداث مؤخرآ في حرب شعب الجنوب مع عناصر القاعدة وداعش بعد ان طهر ارضه من جيش الاحتلال اليمني النظامي, يرى جليآ مدى استخدام وتوظيف منظومة الاحتلال اليمني هذه العناصر لتحقيق اهدافهم السياسية على حساب شعب الجنوب وكيف استطاعت اللعب بهذه الورقة في عرقلة سير ونظم المقاومة الجنوبية في ترتيب صفوفها وبناء وإدارة المؤسسات العسكرية والامنية والمدنية.
وبعد ان هزمت منظومة الاحتلال مجددآ تحت مظلة القاعدة في عدن ولحج وحضرموت وجاري استأصالها في ابين وشبوة; هناك امر خطير يجري التخطيط له حاليآ لاستهداف مثلث (يافع-الضالع-ردفان) بالقاعدة لخلق نوع من الإرباك والزج بالمقاومة الجنوبية هناك في حرب عبثية طويلة مع القاعدة وسيكون للقاعدة دعم لا محدود من قبل منظومة الاحتلال بقيادة علي محسن الاحمر وعلي عفاش وكما هو معروف متفقون على الجنوب رغم اختلافهم السينمائي في صنعاء.
كان هدف منظومة الاحتلال من زرع القاعدة في شبوة وحضرموت وابين هو لاستخدامها كبديل لجيشهم النضامي في حال انكسر-اي لمثل هذا اليوم-وهو محاولة مستميتة لمنع الجنوبيين من بسط سيطرتهم على الثروة لتبقى الثروة بايديهم حتى ولو انكسر جيشهم العسكري فستبقى القاعدة لتحمي مصالحهم تحت شعارات ومبررات دينية وغيرها.
اليوم يراد لهذا المثلث-يافع ردفان الضالع- الاستهداف بعد ان عدلت هذه المنظومة-منظومة الاحتلال اليمني- من حساباتها تجاه الجنوب واستلهمت خطأها في استخدام القاعدة في الفترة السابقة, حيث استخدمتها للحفاظ على الثروة التي توجد في باطن الارض ونست ان الثروة الحقيقية التي تمتلكها الجنوب هي في “رجالها”, حيث يمثل هذا المثلث منبع اغلب الرجال الذين لاهم لهم سوى الوطن الذي يتنفسون حبه في كل نسمة هواء تدخل اجوافهم ولايتوانون في التضحية من اجله ومايبرهن ذلك ان ذلك المثلث كان مركزآ لانطلاق ثورة 14 من اكتوبر والثورة الحالية ضد الاحتلال اليمني لتعم هاذين الثورتين بعدها كل مناطق الجنوب.
ولذلك, تسعى هذه المنظومة جاهدة هذه المرة الى تدمير هذه الثروة او بالاصح الكنز الذي يمتلكه الجنوب المتمثل بالمجتمع الثوري الذي يقطن هذه المناطق وباسم الدين كالعادة, وستكون القاعدة او مسمياتها الوليدة مثل داعش وانصار الشريعة وغيرهم هي المعول والاداة لهذا الهدم وما حدث يوم امس من استهداف المعسكر الغربي في الحبيلين وما سبقه من استهداف للقائد جواس وغيرها من الاحداث الإرهابية الدخيلة على ردفان خير دليل.
لايخفى على احد ان هناك تحركات لعناصر في بعض مناطق يافع والضالع يعتقد بانها تنتمي للقاعدة, وهناك ايضآ سعي حثيث من قبل جماعات تابعة لمشائخ علم معروفة بتوجهاتها العدائية تجاه الجنوب وقضية شعبه يسعون بشكل كثيف لاقامة مايسمى مراكز علمية في يافع والضالع شبيهة بدار الحديث بدماج-ان لم تكن بديلة عنه-, وكما هو معروف ان مثل هكذا مراكز لاتخضع لرقابة الدولة في اعداد المناهج وطرق التدريس ومحتواها, فهنا قد يكمن الخطر في صنع شباب يحمل فكر متطرف بلا شك لان اغلب الشباب المتطرف خرجوا من هكذا مراكز.
اخيرآ اردنا فقط ان نسلط الضوء على هذا الامر لاننا وجدناه مسكوت عنه رغم معرفة الكثير فيه ومدى خطورته, وهذا الصمت يشكل ايضآ خطر كبيرآ ستظهر نتائجة في المستقبل القريب وسيعم ضرره على الجميع في المناطق المستهدفة بشكل خاص والجنوب بشكل عام.
*- فؤاد جباري - عدن