حققت الإماراتيتان بخيتة المهيري وعلياء المهيري حلمهما وحلم بنات وطنهما، وأصبحتا أول سيدتين تمثلان بلديهما حول العالم عبر طيران الإمارات وعلى متن "بوينغ" و"إيرباص" بمسمى "ضابط أول طيار".
بخيتة المهيري، رهان والدتها وأملها الكبير بعد وفاة والدها، وعلياء المهيري أرادت إثبات نفسها أمام 6 أشقاء مبدعين وأب من الصعب أن يثير إعجابه أحد. بخيتة كانت عند حسن ظن والدتها، وتفوقت على نفسها وقادت طائرة "بوينغ"، أما علياء فاستحقت بجدارة تصفيق عائلتها ورفع القبعة تقديراً لاجتهادها، وانطلقت نحو طائرة "الإيرباص" بثقة.
والدتي سر قوتي
تقول بخيتة المهيري لصحيفة "البيان" الإماراتية: أستمد قوتي من والدتي التي لطالما كانت تعدني شمعتها التي لا تنطفئ في الحياة بعد وفاة والدي رحمه الله، والتي شجعتني على الانضمام لعائلة أكبر وهي "طيران الإمارات" منذ نحو أربع سنوات دون تردد.
وتابعت: لا أزال أذكر كيف ودعتني والدتي بنفس هادئة مطمئنة وقلب ثابت ويقين بقدرتي على تحمل الغربة، حيث سافرت إلى #إسبانيا ضمن البرنامج التدريبي لطيران الإمارات لمدة عامين، وخلال تلك الفترة حظيت ومن معي من الطلبة باهتمام إدارة #طيران_الإمارات، كما أصبحت أتحدث اللغة الإسبانية بطلاقة.
بصمتي الخاصة في المجتمع
أما علياء المهيري فقالت: نشأت في كنف أسرة محفزة، وتخصصت في مجال الهندسة الكيمياوية، ثم قادني شغفي للانخراط في برنامج التدريب لدى طيران الإمارات والعمل في مجال الطيران، وودعت عائلتي وتدربت لنحو ثلاث سنوات بين بريطانيا وأميركا.
بسؤالهما عما غيره منصب "ضابط أول طيار" في حياتهما، أكدتا أن له مذاقاً خاصاً، وقالت بخيتة: عادة ما يفتخر الشخص بأنه ابن فلان ومن العائلة الفلانية، وأنا فخورة بعائلتي، ولكنني استطعت وضع بصمتي الخاصة في المجتمع، بلقب كله هيبة وشموخ، زاد إحساسي بالمسؤولية تجاه وطني وعائلتي ونفسي.
من جانبها قالت علياء: لهذا اللقب وقع جميل على المسامع، لاسيما أنني تدربت على متن أحدث أساطيل التدريب في العالم، ويكفيني فخراً أن ترتسم ملامح الدهشة على الوجوه حينما يعرفون طبيعة مهنتي التي علمتني الانضباط واحترام الآخر والتعايش معه بمحبة وسلام بعيداً عن العنصرية والتعالي.
على صعيد آخر، وحول المواقف التي لا تُمحى من الذاكرة، أكدت كل من بخيتة وعلياء أن قلق الأهل، خاصة الأمهات، طريف للغاية، حيث إنهما مطالبتان بالتواصل مع والدتيهما قبل صعود الطائرة وعند الهبوط والوصول إلى مقر الإقامة: ما حدث في #مدينة_نيس مؤخراً زاد مخاوف الفرنسيين من #المسلمين، ولدى هبوط الطائرة كان حجابي لافتاً للأنظار، ولكنني تفهمت مشاعرهم وتعاطفت معهم.
شعوب العالم تتابع نهضتنا
وقالت علياء: لا أزال أذكر كيف كنت أرتجف في بداية التعلم العملي في أحدث أجهزة الطيران التشبيهي "السميوليتر"، ولكنني سرعان ما تأقلمت مع الأمر، كما لا أزال أذكر سيدة سألتني عن موطني فأجبتها دبي، فردت بعفوية قائلة:" حيث يوجد البرج الطويل"، وحينها شعرت باعتزاز كبير لكون شعوب العالم تتابع نهضتنا العمرانية وتطورنا المستمر باهتمام.
تخرّج من برنامج تدريب وتأهيل الطيارين المواطنين نحو 313 مواطناً ومواطنة كطيارين تجريبيين يتولون قيادة #طائرات الإمارات من #طرازات بوينغ وإيرباص، بما فيها طائرات الإيرباص A380 العملاقة، إلى مختلف الوجهات ضمن شبكة خطوط الناقلة.