الطفل السوري ‘‘عمران‘‘.

2016-08-19 10:50
الطفل السوري ‘‘عمران‘‘.
شبوه برس - خاص - الشارقة

 

شاهدنا جميعاً الطفل السوري عمران بعد إنقاذه من تحت أنقاض منزله بحلب .. ما أثار إستغرابي هو كمية المصورين الذين صوروا الطفل والذي لم يتحرك أحدٍ منهم ساكناً لضمه إلى صدره أو لمسح الدماء والتراب الذي كان عالقاً عليه .. فالصدمة كانت بارزة على وجه الطفل "عمران" الذي كان يلتفت يميناً وشمالاً ولم يجد يد حانية بقربه.

 

تدافع الجميع لنشر صورة الطفل تعبيراً عن هول ما شاهدوه .. كتب البعض قصائد الشعر في حقه، بكت مذيعة السي إن إن .. لعنوا بشار وروسيا .. كتبوا مقالات الإستهجان .. رغم أن الطفل عمران ليس بأول وآخر طفل تأثر بالحرب الدائرة في سوريا.

 

ما حدث للطفل عمران يعتبر انتهاك بشع لإنسانية طفل بريئ والمتاجرة بآلامه.

ماذا استفاد هذا الطفل من البكاء والهجاء والإستنكار والقصائد والصور والتعاطف في الوقت الذي كان بحاجة لمن يلملم روحه المبعثرة؟

أصبحت حياة الإنسان في عصرنا الحالي هي سباق في نشر الصور والأخبار قبل مد يد الإنسانية والعون للمحتاج.

--

بعد مشاهدتي للفيديو أثار انتباهي وجود سيارة إسعاف جديدة “في حلب” مجهزة بالأضواء .. بث تلفزيوني للقمر الصناعي مباشرةً .. ووجود مجموعة كبيرة من المصورين في وقت الحدث.

لماذا يغض الطرف عما يحصل للطفولة المنتهكة في بقية الدول التي تُعاني من الحروب والقصف حيث يتم إغتيال مئات بل آلاف الأطفال يومياً في فلسطين، العراق، ليبيا، اليمن، أفغانستان الخ الخ ..

لماذا لا نرى تفاعل إعلامي وبكاء ورثاء وقصائد ومقالات ...!

 

*- بقلم تهاني شهاب – كاتبة عدنية إماراتية – الشارقة