ذكراها حية في وجدان عدن : زيارة جلالة الملكة إليزابث الثانية 1954م

بمناسبة الاصدار الجديد للباحث بلال غلام حسين يا جلالة اليزبيث الثانية 27/إبريل يوم الزيارة غير 27/ابريل /يوم التزوير والتفجير

صباح الخميس ،18/اغسطس/2016م كان صباحاً بهيجاً قضيناه في فعالية لمركز عدن للبحوث الاستراتيجية والاحصاء (ولي وقفة مع هذا المركز في عدد قادم) وتمحورت الفعالية حول ((واقع العملية التعليمية في عدن .. عوائق وامال)) قدم فيها الباحث والكاتب والمترجم المتألق بلال غلام وقدمت اوراق اخرى للست تقية نعمان والناطق الاعلامي لتربية عدن الاستاذ محمد حسين اضافة الى ورقتي وادار الحلقة الثقافية باقتصار الزميل /فتحي بن لزرق ، وزادت بهجة لقائنا مع مشاركين من ساحة التربية وساحة العمل الشبابي ومعهم الزميل ناصر القاضي / صاحب السبق الاعلامي منذ بداية الحراك للقضية الجنوبية عام 2007م وخرجت من الحلقة النقاشية ظافراً بكتاب بحثي جميل عن عدن في مجلة ضخم للباحث بلال غلام حسين وكشكول انيق في 86 صفحة ورقه مصقول وعنوانه ((24 ساعة في عدن )) وفم الكشكول ((الذي اعده وبات العزيز بلال غلام)) كل صغيرة وكبيرة في زيارة جلالة الملكة اليزبيت الثانية لعدن يوم 27/ابريل /1954 (أي قبل 62عاماً)) وكان يوماً ربيعاً جميلا بكل المقاييس لطفه رذاذ لم يتجاوز حدوده وسعدنا به كثيراً عند مرور موكب جلالتها من جانب مكتب بريد الشيخ عثمان وهي في طريقها الى حديقة الكمسري وافتتحت الاضافات الجديدة الجميلة للحديقة وكنا نلوّح لها باعلام بريطانية صغيرة ومنحنا كؤوس بيضاء وسماوية ((لكل طالب كأسان)).

حقاً ، يا جلالة الملكة اليزابيت الثانية اننا سطرنا في التاريخ مدينتنا ذلك اليوم التاريخي البهيج يوم 27/ابريل/1954 يوم افتتاحك لمصافي عدن في عدن الصغرى ووضعك حجر الاساس لمستشفى الملكة اليزابيت الثانية ((مستشفى الجمهورية حالياً)) وكان ذلك المرفقان المصافي ( 1954) ومستشفى الملكة اليزابيت الثانية (1958) اعظم مرفقين في عموم الجزيرة العربية والخليج آنذاك .. الانعم الزيارة يا صاحبة الجلالة البريطانية ولا غفر الله لـ 27/ابريل /1993م و27/ابريل/1994م .

27/ابريل /1993م يوم التزوير:

ننتقل يا صاحبة الجلالة البريطانية من اليوم البهيج .. يوم زيارتك للمحبوبة عدن يوم 27/ابريل/1993م الى يوم التزوير تزوير الانتخابات يوم 27/ابريل/1993م وسموه يا جلالة اليزابيت الثانية ((يوم الديموقراطية)) ولا يمكن لك يا صاحبة الجلالة ان تهضمي ذلك لأنك في بلاد اعرق الديموقراطيات التي شهدها العصر الحديث لأنك تملكين ولا تحكمين عكس هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين.

شكل الحزب الذي يملكه الافندم علي ((المؤتمر الشعبي)) والحزب الذي يمتلكه عبدالله بن حسين الاحمر ((الاصلاح)) غالب قوام البرلمان واصبح الشريك في خبر كان ولم يكن هناك جنوباً لبسط الحليفان على دوائره.

27/ابريل /1994م يوم التفجير:

في هذا اليوم قام الواء الاول مدرع مع ارتال مرتزقة القبائل الشمالية بالعدوان السافر على اللواء الثالث مدرع الجنوبي المرابط في عمران واسفر عن تدمير العديد من الاليات ومقتل العشرات واصابة المئات من افراد اللواء المعتدى عليه..

17/فبراير/1994 يوم التحريك:

في هذا اليوم قررت القوى المتنفذة من العسكر والقبيلة ((وجهان لعملة واحدة)) تحريك الاوضاع للوصول الى الحملة الشاملة على الجنوب وفي هذا اليوم قوات اللواء الخامس مشاة التابع للفرقة الاولى مدرع مع مرتزقة القبائل الشمالية شنت هجوماً على عناصر تابعة للقوة الجنوبية في حرف سفيان والهدف من ذلك افشال مهمة اللجنة العسكرية المشتركة من جنوبيين وشماليين واردنيين وامريكيين وفرنسيين .

21/فبراير /1994م يوم التأجيج:

قوات من العمالقة التابعين للشمال بالاشتراك مع مرتزقة جنوبيين قاموا باستفزازات في وادي دوفس والقصد منها تأجيج الموقف العسكري والسياسي والامني في الجنوب تمهيداً للاجتياح..

4/مايو/1994م يوم التشتيت:

في هذا اليوم افرغ الحاقدون في صنعاء حمم حقدهم لتصفية حساباتهم مع لواء با صهيب الذي كبدهم خسائر بالغة مادياً وبشرياً قبل الوحدة ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى مارس الحاقدون حقدهم على هذا اللواء الضارب حتى لا يتمكن في المشاركة في الدفاع عن الجنوب اثناء الحملة المنتظرة لاجتياح الجنوب فقامت قوات كبيرة من الحرس الجمهوري في ذمار مع ارتال من مرتزقة القبائل الشمالية بالهجوم على وحدات لواء با صهيب وكانت الخسائر جسيمة من الطرفين.

7/يوليو/1994م يوم الانتصار الرخيص:

لم يكن الشمال في وقت من الاوقات مؤهلا للوقوف امام جيش الجنوب ولكنها المقادير السيئة بوقوف عسكر جنوبيين بأعداد كبيرة الى جانب قوى الاحتلال في حرب صيف 1994م وكان انتصاراً رخيصاً بكل المقاييس .. لعن الله 7/يوليو/1994م والضالعين فيه ..

يا صاحبة الجلالة .. ارجعي الى تقارير الخارجية البريطانية اثناء تلك الفترة والقول الفصل ايضاً لجهاز المخابرات البريطانية (mi6) الذي سيؤكد لك صحة طروحاتي..

مرة اخرى اقول لك يا جلالة اليزا بيث الثانية

- نعم لـ 27/ابريل/1954 يوم الزيارة

- لا لـ 27/ابريل/1993 يوم التزوير

- لا لـ 27/ابريل/1994م يوم التفجير.

لك كل حبي وتقديري يا جلالة اليزابيث الثانية

*- نجيب يابلي – عدن