من ذاكرة التاريخ : إلى اين تسير حضرموت ‘‘مقال كتب قبل خمسين عاماً, وكأنه اليوم كتب‘‘

2016-09-02 23:38
من ذاكرة التاريخ : إلى اين تسير حضرموت ‘‘مقال كتب قبل خمسين عاماً, وكأنه اليوم كتب‘‘
شبوه برس - خاص - المكلا

 

بقلم / احمد عوض باوزير

(صحيفة الطليعة العدد 361 الاربعاء 16 ربيع ثاني 1386هـ/ 3 اغسطس 1966م)

 

(إلى أين تسير حضرموت) سؤال يبدو وكأن الاجابة عليه لاتحتاج إلى معاناة وتفكير غير أن المرء إذا مادقق النظر فيه طويلاً, أدرك أن الحال عكس مايعتقده أو يتصوره, ذلك لأن احداً لايستطيع ان يدعي لنفسه المعرفة بأتجاهات السير لحضرموت, وكل مايمكن ان يقال في هذا الصدد هو ان حضرموت أشبه ماتكون (بالسفينة الضالة التي غاب عنها ربانها, فأخذت الرياح تتقاذفها من كل جانب, تدفعها إلى الشرق تارة, وإلى الغرب تارة أخرى. دون ان يتحكم في سيرها أحد على الإطلاق).

       تلك هي الحقيقة كما تبدو واضحة وسافرة , وليس لأحد ان يكابر أو يماري في الواقع الذي تتكشف جوانبه يوماً بعد يوم. أن مايبدو في الظاهر من مواقف لحضرموت, سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي, ماهو إلا سراب خادع لا يلبث أن يظهر على حقيقته . وإذا كانت مواقف الرفض واهتبال الفرص تعتبر خطوطاً للسير , فتلك من قبيل تحميل الكلمات اكثر من معانيها, وإلا فهل يجرؤ أحد أن يدعي ان لديه خطة عمل معينة أزاء ردود الفعل المرتقبة لمواقف الرفض المتلاحقة.

ان الرفض لايمكن ان يكون موقفاً سياسياً مالم ينسحب ذلك الرفض على جميع المواقف في الداخل والخارج. ذلك لأننا نشهد تناقضات كبيرة بين مواقف الرفض بالنسبة للسياسة العامة وبين مايجري في الداخل من نشاطات وتحركات لاتمت إلى تلك السياسة بصلة او قرابة. وإلا فماذا نسمي تضارب الاتجاهات في العمل الوطني في الجبهة الداخلية وافساح المجال أمام جميع التيارات من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار . وكأن الجانب الرسمي لم يكن قد التزم خطاً سياسياً واضحاً ومحدداً.

لقد قالت الحكومة ذات مرة انها تعتزم تحديد سياستها العامة ولكن لم تفعل الحكومة شيئاً تجاه ماوعدت به, ولو انها فعلت لأراحت الكثيرين مما يشعرون به من اضطراب الفكر تجاه مايجري على دنيا الواقع وماتصدر به البيانات , حتى لقد بلغ بالبعض ان يتهم الحكومة بالتواطؤ في تنفيذ بعض المخططات او على احسن الفروض بالاغضاء عنها.

اننا إذ نطالب الحكومة بتحديد سياستها العامة تجاه قضايا الحاضر والمستقبل, فلاننا نريد أن نعرف جيداً إلى اين تقف الحكومة من التيارات المتصارعة ؟ وماهي الحلول التي تقترحها لمشاكل مابعد الاستقلال؟ وماهي تصوراتها للموقف على وجه العموم؟.

ان على حضرموت ان تلعب دورها الرئيسي في المعركة الدائرة الان بين القوة التقدمية المتحررة وبين القوة الرجعية المتحالفة مع الاستعمار . أن رأيها في المشاكل يجب ان يسمع في جميع المناسبات. يجب ان تخرج من محيطها الذي تتقوقع  داخله إلى آفاق رحبة تتحرك فيها, آملاً في الوصول إلى حلول للموقف وسعياً وراء تقريب وجهات النظر المتعارضة.

ومرة أخرى إلى اين تسير حضرموت؟! ترانا أجبنا على السؤال أم اننا لازلنا  في الموقع الذي كنا فيه .. لم نبارحه قيد أنملة, يبدو ان الامر كذلك )). انتهى كلام باوزير.

نعم يبدو أن الامر كذلك.

نقله للعالم الرقمي, انور السكوتي, صحيفة الطليعة,العدد 361 الاربعاء 16 ربيع ثاني 1386هـ/ 3 اغسطس 1966م