لليوم الثالث والرابع لبعض الحجاج على التوالي يُمنع الآلاف من الحجّاج اليمنيّين من اجتياز منفذ الوديعة، لدخول السعودية، حيث سيؤدّون مناسك الحجّ. رجال ونساء، شباب وكهول وحتّى أطفال، باتوا يفترشون الأرض، وتلفح أجسادهم المنهكة الشمس الحارّة نهاراً، والحشرات الزاحفة ليلاً. لا فنادق تأويهم، ولا خدمات تلبّي أبسط متطلّباتهم. في العراء، يقفون إلى جانب طابور طويل من باصات النقل، في انتظار الحصول على إذن المرور عبر المنفذ البرّي الوحيد، الذي حدّدته السعودية لدخول أراضيها للراغبين بالحجّ.
أحد الحجاج من محافظة شبوه ( ص ع ب )ويعمل إماما في أحد مساجد عتق صرح لـ شبوه برس - أن الباص الذي يستقله كان ترتيبه العاشر في صف طابور الباصات مساء وأصبح الصباح وأكتشف ومن معه أنه أعطي لهم رقم 31 في ترتيب الإنتظار .
يتّهم معظم العالقين إدارة المنفذ في الجانب اليمني بالتقاعس عن أداء مهامّها، وتفرّغ معظم موظّفيها لابتزاز المسافرين، كما جرت العادة، من خلال عرض تقديم خدمات وتسهيل إجراءات، مقابل مبالغ مالية بالريال السعودي. يأتي ذلك بعدما أُرغم طالبو الحجّ على دفع أكثر من سبعة آلاف ريال سعودي كرسوم، على الرغم من أنّها محدّدة، رسميّاً، بخمسة آلاف ريال.
يستغرب العالقون، في تصريحات للعربي عدم تكفّل حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ممثّلة بوزارتَي النقل والأوقاف وسلطة محافظة حضرموت، بتهيئة المنفذ لاستقبالهم، من خلال توفير أماكن مخصّصة للإنتظار ودورات مياه وأكشاك لشراء ما يلزمهم، مشيرين إلى أنّه لا يوجد تحديث في البنية التحتية للمنفذ، الذي تتجاوز مداخيله المليارات شهريّاً. ترتفع الأصوات المطالبة بتغيير الطاقم العامل في المنفذ من قبل السلطات السعودية
غالبية العالقين ترى أن الأخطاء المتكرّرة في المنفذ، الواقع تحت سلطة قيادة عسكرية تتبع اللواء هاشم الأحمر، يتمّ التغاضي عنها وهو ما ساهم في تحويل تلك الأخطاء إلى ظاهرة طبيعية، وجعل منتقدها أشبه بمن "ينفخ في قربة مشعوقة".