الحرب الدائرة في اليمن اوجدت قوتان لا يمكن تجاهلهما الاصلاح في الشمال والحراك في الجنوب
بغض النظر عن ما قدمه الاصلاح وبغض النظر عن نفي الحزب انتمائه للاخوان الا انه هو القوه الوحيدة التي تتصدر المناهضين لتحالف الحوثي وصالح في الشمال، هذه الحقيقة يقابلها حقيقة ان الحراك الجنوبي هو الاقوى والمسيطر في الجنوب .
تشكل تحالف غير معلن بين الحراك والاصلاح لمواجهة عدو مشترك، هذه الجبهة المناهضة للحوثي وصالح تعيش حالة عداء ومواجهة اعلامية وسياسية وربما ان انتصر الاصلاح في الشمال سيتطور الامر الى صراع بين المنتصرين في الشمال والجنوب،
الاشكالية بين الطرفين حلها ومفتاحها بيد حزب الاصلاح نفسه هو من يختار ان يكون الجنوبيين اعداء او حلفاء فلا يوجد جنوبي واحد لديه مطامع او اجندات في الشمال بل على العكس نعترف بالشمال ككيان وشعب شقيق وجار رغم كل ما اتى من ظلم وعدوان.
لا نريد من الاصلاح ان يحدثنا عن خلافه الطائفي والعقائدي مع الحوثيين فنحن نراهم بعين واحده مالم يتبنى حزب الاصلاح سياسة جديده استفادة من الدروس والنتائج ويدرك الواقع ومتغيراته ويتعامل مع الحقائق التي لا يمكن تزييفها
على الاصلاح الذي يقول انه ينطلق من قيم اسلاميه ومبادئ عظيمة تقوم على الحق والعدالة ان يتخلى عن سياسته القديمه التي يلتقي فيها مع صالح والحوثي والقائمه على ان الجنوب ليس دوله وشعب وطرف ندي وانما فرع اعيد للاصل
لا نريد حديث وردي عن العداله فالجميع يتحدث عنها ولم تعد تنطلي علينا المفردات المنتقاه التي تخفي خلفها نظرة استيطانيه
الحديث عن الحق التاريخي او الحديث عن الحجج الدينية لابقاء الهيمنة على الجنوب حديث عقيم ثبت فشله وسيفشل ان عاد له الاصلاح مجدداً
الاصلاح وغيره من الاحزاب يقولون انهم مؤمنين بالوحده ونحن مشكلتنا ليس مع الوحدويين وانما مع الاستيطانيين فالوحدوي هو من يؤمن بوجود طرف اخر له كيانه ووجوده وحرية قراره فالايمان بالوحدة ثم انكار الطرف الاخر هو تناقض غريب ومضحك.
يقول الاصلاح كما قال الحوثي وصالح ان الشعب الجنوبي وحدوي وان لديهم قواعد شعبيه في الجنوب فلماذا لا يراهنوا عليهم في الوصول الى حكم الاقليم الجنوبي او بالتصويت لصالح البقاء في الدولة الاتحاديه بدلاً من انتهاج سياسة الفرض والنكران
لماذا يخافون من الاحتكام العادل والحضاري للاستفتاء او يخشون من وحده حقيقية بين طرفين اساسيين !
حان الوقت للاصلاح ان يُسخر كل مقوماته لتحرير الشمال ثم النهوض به والاهتمام بالمواطن هناك بدلاً من البحث عن وهم الهيمنة والتخوف من الجنوب وهو ما اوصل اليمن الى ما نراه الان
تحرير صنعاء من الحوثي وصالح لا يجسد الانتصار الحقيقي بل لابد من التحرر من ثقافة صالح وسياسته وعنجهيتيه وهوسه بالهيمنة التي نرى نتائجها واضحه والعبرة لمن اتعض
اؤمن بالقاعدة الاساسية ان لا عدو دائم ولا صديق دائم رغم ان غالبية الجنوبيين سيعتبروا حديثي خيانة وانا اتفهم رأيهم لانهم فقدوا الثقة تماماً بكل القوى السياسيه في الشمال بل ان هناك ازمة حقيقية بين المواطن الجنوبي والشمالي ولابد من الاعتراف بهذا والبحث عن حلول جذرية وشجاعة للاشكالية ذاتها
على الاصلاح ان يعلن عن سياسة جديده ويبحث عن عوامل التقاء مع الجنوبيين والحراك الجنوبي بما يعزز الجبهة المناهضة للحوثيين وصالح وكما جمع الجنوبيين والاصلاح حرب مشتركه وعدو مشترك يمكن ان تجمعهم مصالح قادمه وتفاهمات مشتركه مالم سيبقى العداء بين الطرفين وسيصل في الاخير الى حرب مفتوحه.
*- نبيل عبدالله العوذلي