قامت جرافات تابعة للميليشيات الحوثية في صنعاء، أمس، بجرف ما تبقى من أجزاء ومحتويات الصالة الكبرى التي تعرضت السبت لهجوم غامض. وقال شهود عيان لـ «الاتحاد» إن جرافات شرعت برفع الركام والحطام المتناثر داخل مبنى الصالة الكبرى المدمر في شارع الخمسين جنوبي صنعاء.
وتناقلت وسائل إعلام محلية صورا نشرتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين لجرافات تقوم بإزالة الركام والحطام في الصالة المدمرة في إجراء أثار سخط الكثيرين وأعتبره البعض محاولة لطمس آثار التفجير قبل البدء بالتحقيق في ملابساته لمعرفة الجهة المتورطة والمنفذة. وقال المحلل السياسي اليمني نبيل البكيري «من شرع بإزالة أثار جريمة الصالة الكبري قبل بدأ التحقيق فهو من قام بالعملية».
ورفضت عشيرة الرويشان التي تنتمي لقبائل «خولان الطيال» شرق صنعاء، إجراءات الحوثيين قبل إجراء تحقيق دولي يكشف ملابسات «الانفجار الذي حدث في القاعة الكبرى.
وقال وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان، الذي أصيب في تفجير الصالة الكبرى، «يجب تحريز كل الأدلة والموجودات في القاعة للمحققين الدوليين بعيدا عن عبث العابثين»، مشيرا إلى أن تشكيل «لجنة تحقيق دولية عالية المستوى فنيا واحترافيا هو أقل مايمكن وأقل ما يجب».
وأضاف في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أمس، «هذا مطلبنا ومطلب كل ذي عقل وضمير ويجب أن يتم في أسرع وقت، والمفروض أن يكون خلال أيام إذا لم يكن خلال ساعات»، متهما أي طرف يعرقل مهمة التحقيق في ملابسات الحادث المروع بالتورط فيه. وكان آل الرويشان وقبائل خولان الطيال نددوا الليلة قبل الماضية باستهداف قاعة العزاء في الصالة الكبرى، وقالوا إن وراء التفجير «مؤامرة دنيئة ومتجردة من كل القيم».
ودعوا في بيان، «كل أبناء اليمن الشرفاء إلى التروي والصبر وضبط النفس حتى تظهر نتائج التحقيق الذي ستقوم به الأمم المتحدة قريباً، وعليه سيستقر الرأي الموحد من الجميع وسيخرج اليمن من محنته».
كما واجه البيان الدعوات التحريضية التي نشرها المخلوع صالح وميليشيات الحوثي في محاولتهم لدمج أبناء القبائل في القتال ضد الشرعية.
إلى ذلك، اتّهم المتحدث الرسمي لمحافظة صنعاء، عبد اللطيف المرهبي، مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، بالتكتم على أسماء وبيانات الضحايا واستثمارها اعلامياً للتحشيد وتمويل جبهات القتال.
وقال المرهبي، في تدوينة له بصفحته على موقع «فيس بوك»، «في الوقت الذي يتكتمون على أسماء وبيانات الضحايا كأبسط حق للضحية وذويه وللرأي العام في معرفة الحقيقة، ها هم يحاولون المتاجرة بأشلائهم في القنوات التابعة لهم، ويستثمرون جثامينهم المحترقة للحشد والتعبئة ورفد وتمويل جبهات حروبهم العبثية ضد اليمنيين».
وأضاف «نحن أمام مليشيا تتاجر بدماء الضحايا لتحقيق مأربها السلالية في حكم البشر واستبدادهم».
وأوضح المرهبي في حديثه عن انتهاكات مليشيات الحوثي وصالح بحق الصحفيين ووسائل الإعلام «لم تبقَ على أية وسيلة إعلامية أو حتى صحفي معارض أو مستقل في الساحة الوطنية، ومارست أنواع البطش ضد من لا يسبحون بحمدها زوراً، وأقفلت كل وسائل الإعلام وسرقت أدواتها، وأضحى الفضاء الإعلامي لوناً واحداً يتبعها، استمراراً في تضليل الرأي العام وتوظيف الأحداث والمأسي لمصلحة مشروعها السلالي». واختتم الناطق الإعلامي للعاصمة صنعاء حديثه بالقول: «مليشيا بهذه الخسة واللؤم، توقعوا أن ترتكب أفضع الموبقات والجرائم».
وفي ذات السياق، أعلنت مصادر سياسية في صنعاء أمس، وفاة اللواء الركن علي بن علي الجائفي قائد قوات الاحتياط الحرس الجمهوري، الموالية للمخلوع صالح، متأثراً بإصابته في التفجير. واتهم مصدر عسكري مقرب من أسرة الجائفي الحوثيين بتصفية قائد قوات الاحتياط والقائد السابق للواء العمالقة بعد اختطافه خلال تلقيه العلاج في مستشفى الموشكي في منطقة حدة جنوب العاصمة.
وقال المصدر العسكري في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام محلية أمس «تم اختطاف الجايفي من مستشفى الموشكي، ليوجد صباح (الاثنين) في ثلاجة في المستشفى العسكري» في منطقة شعوب وسط صنعاء، مشيرا إلى أن مسلحين على صلة قرابة باللواء الجائفي خطفوا مساء أمس شخصين من أسرة الموشكي التي تدير المستشفى وهددوا بقتلهما إذا لم يفصحا عن هوية خاطفي القائد العسكري القتيل.
*- متابعات