شارقة الإمارات الثقافية

2016-11-08 18:39
شارقة الإمارات الثقافية
شبوه برس - متابعات - الشارقة

 

«الشارقة»: شمس الإمارات المشرقة، العائدة بالتاريخ إلى 6000 سنة، حيث تشير الخريطة الجغرافية لليوناني «بطليموس» في وقت مبكر من القرن الثاني قبل الميلاد، إلى استيطان إحدى القبائل في المكان، حيث توجد الشارقة الآن، وكان سكانها يعملون في التجارة البحرية بالإضافة إلى الزراعة وصيد الأسماك والغوص بحثاً عن اللؤلؤ. حيث كان استقرار معظم الناس حول الفلج (قناة مائية مغطاة من صنع الإنسان).

«الشارقة» التي ذكرها البحار العربي الإماراتي الشهير «شهاب الدين أحمد بن ماجد» عام 1490م في سجلاته ومؤرخاته التي لا تسقط من ذاكرة التاريخ ولا يمكن للنسيان أن يدوس لها طرفاً، هي «الشارقة» التي تُعرف بسيماها من ابتسامة في وجهها وعبر جهودها: «ابتسم، أنت في الشارقة»: تلك الإمارة التي كان يطلق عليها قديماً اسم «ساركوا»، هي ذاتها «الشارقة» التي انضمت إلى ركب اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة كعضو مؤسس في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971م، ليتولى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قيادة سفينتها في 25/01/1972م، ليصل بصوتها وصورتها إلى مختلف بقاع العالم عبر رؤى وأفكار وخطط ومشاريع ثقافية من كل لون وبكل عنوان، لتصبح وجهة وجيهة لطوائف ثقافية محلية وعربية وعالمية، وليصل بها بفكره ورؤاه ورؤيته وببصر بصيرته إلى قمم ثقافية متكاملة مع بعضها: 1998م «عاصمة للثقافة العربية»، وحاصدة لجائزة منظمة اليونيسكو كعاصمة لثقافة العالم العربي. «عاصمة للثقافة الإسلامية» عام 2014م و «عاصمة للسياحة العربية» عام 2015م. فيما هي في عامنا هذا 2016م، عام القراءة الإماراتية الامتيازية «عاصمة للصحافة العربية»، لتتخذ شعار «ثقافتي أساس مهنتي الإعلام ثقافة المجتمع» منطلقاً قوياً نحو رغبتها الأكيدة «لأن تكون مركزاً إعلامياً عربياً عالمياً يمتاز بالمحتوى الثقافي والمعرفي».

هكذا هي «الشارقة» التي من ثمارها الراسخة في الزمان والمكان «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، الذي انطلقت مسيرته في العام 1982م بتنظيم منتظم ومنظم من قبل «دائرة الثقافة والإعلام» التي تصل الليل بالنهار ليكون هذا المعرض حديقة ثقافية يانعة الثمار، وليكون سوقاً أدبياً وفكريا وثقافياً ومعرفياً لا يمكن لأحد أن يجهل مواعيده ولا يُكَذِّب وعوده التي تتحقق من تلقاء نفسها وأنفاس راعيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يولي الإنسان والمكان رعاية ما بعدها رعاية. فإنسان الداخل كما إنسان الخارج، ومكان القلب كمكان الأطراف.. لا فرق ولا تفريق، لا تجاهل ولا تضليل.. ولا فرق لديه بين الشعر والقصة والرواية والمسرح والسينما وكافة الفنون والعلوم والمعارف والثقافات والأديان. هو معني بالثقافة بوصفها جواز سفر نحو بلوغ الآخر، المحلي والعربي والعالمي، وبوصفها وصفة طبية لاحتواء الفكر البشري على مر الزمان والمكان. وإذا كان بيت الشعر العربي في الشارقة مرعي من سموه، فإن ألف بيت وبيت من بيوت الشعر العربية مؤسسة بإرادة فكره المضيء للمكتبة الذاتية والمحلية المنزلية والعامة المحلية والعربية والعالمية بما يضيء الطريق للأجيال تلو الأجيال.

*- عبدالله محمد السبب - الخليج