(هل نقل أسلحة اللواء 37 مدرع إلى مأرب يحمي وادي حضرموت من خلط الأوراق وإسقاطها بيد القاعدة ؟)
وصف قرار نقل أسلحة اللواء 37 مدرع من حضرموت إلى مأرب بالضربة الموجعة للمخلوع صالح . ولم يتوان المخلوع صالح عن مهاجمة الرئيس عبدربه منصور هادي بعد قرار نقل أسلحة اللواء 37 متهماً إياه بدعم انفصال الجنوب داعياً أفراد الوحدات العسكرية بالمنطقة العسكرية الأولى بحضرموت وتحديداً اللواء 37 مدرع إلى عدم مغادرة وحداتهم والتمسك بها.
وذكرت مصادر إن ضباط صف وجنود اللواء 37 بالخشعة حاولوا التمرد والاستيلاء على الأسلحة الثقيلة لتسليمها للجماعات الإرهابية - كما سلمت من قبل أسلحة اللواء 27 ميكا بالريان - ، غير أن قيادة الأركان تدخلت وهددت بقصف اللواء بالطيران مالم يتم نقل الأسلحة فوراً إلى مأرب.
تمويل الانقلابيين
اللواء 37 هو لواء مدرع يمني يتبع للمنطقة العسكرية الأولى ، و يتميز بأهمية استراتيجية وعسكرية كبيرة ، حيث يعد أقوى الألوية المدرعة في الجيش اليمني . وتقول " مصادر عسكرية " أن اللواء 37 لعب دوراً خطيراً في تهريب الأسلحة من سواحل حضرموت والمهرة إلى الشمال ، وتمويل الحوثيين والمخلوع صالح بالأسلحة . ويبدو ذلك واضحاً من اهتمام الجنرال "علي محسن " به ، وزيارته له شخصياً في وقت سابق ، إضافة إلى هجوم المخلوع صالح على هادي ليلة أمس ووصفه لنقل الأسلحة بمؤامرة كبيرة تحاك ضد تلك الوحدات ، ما يؤكد صحة المعلومات المتداولة حول محاولة إسقاط وادي حضرموت بيد القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية ، وما قد يمثله اللواء 37 في لعب هذا الدور . ويرى " مراقبون " أن الرئيس عبد ربه استبق خطوة المخلوع بإعادة خلط الأوراق في حضرموت والمناطق المحررة بإقدامه على هذه الخطوة الناجحة ، ما حذا بالمخلوع صالح إلى القول بأن قيادة المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت تقوم حاليا بطرد العسكريين الشماليين وتأمرهم بالعودة إلى محافظاتهم. تكريساً ودعماً للانفصال . الألوية العسكرية ..
حماية أم تغيير ديموغرافي ؟
عانت حضرموت منذ نكبة 94 من تموضع الألوية العسكرية التي فاقت عدد منسوبيها في وقت سابق عدد السكان المحليين خصوصاً في مديريات وادي حضرموت . وتعد الألوية المتمركزة في حضرموت من الألوية الضاربة خصوصاً تلك التي تتمركز في مديريات الوادي . ويرى " مراقبون " أن قوات الجيش التي ترابط بوادي حضرموت والصحراء تقترب في عددها من السكان المحليين وقد تزيد أحيانا ، الأمر الذي قد يؤدي إلى إخلال بالتركيبة السكانية والمعادلة الديمغرافية والانعكاسات المتعددة الجوانب لاعتبارات أهمها الثقافة الوافدة التي تتضارب كلياً مع ثقافة السكان المحليين ، لاسيما وأن عدد "المجندين" من أبناء المنطقة الحضارم في هذه المعسكرات لا يكاد يذكر ، فضلاً عن تواجد منخفض للجنوبيين بشكل عام في الألوية.
يضاف إلى ذلك الأذى الذي لحق المدنيين في وادي حضرموت من عنجهية وتغطرس الجنود المنسوبين لتلك الألوية الضاربة من إقامة قطاعات وحواجز في جميع النقاط ، ومقتل عدد من المواطنين المدنيين على يد الجنود ، وغالباً ما تقيّد تلك الحوادث ضد مجهولين أو مسلحي تنظيم القاعدة.
وإلى الآن لم تتمكن " قوات النخبة الحضرمية " من تسلم ألوية ووحدات ومنافذ وادي حضرموت ، وقد أثارت التعيينات الأخيرة لقيادة المنطقة العسكرية الأولى وقيادة الأركان غضب الشارع الذي رأى في إعادة إنتاج الشرعية للاحتلال في حضرموت تجرأً ً وانتقاصاً ، لا يجب السكوت عنه.
*- شبوه برس - جولدن نيوز : فاطمة باوزير