حل المسالة اليمنية والقضية الجنوبية مفتاح اﻻستقرار في المنطقة..

2016-12-25 03:24

 

 جذر القضية الوطنية الجنوبية يعود الى فجر اﻻستقلال الوطني الذي جاء بطريقة معقدة  كنتيجة لظروف سادت المنطقة برمتها خلال ستينات القرن الماضي الذي كان مشحونا بالحماس الثوري والقومي واﻻنقسامات العربية - العربية التي اوجدها الانقلاب العسكري في صنعاء 1962م وظهور  مصطلح المسالة اليمنية لحل التنازع بين الجمهوريين والملكيين 'وهو اﻵمر الذي القى بظلاله الداكنة على قضية الجنوب العربي التي اصدرت فيها اﻻمم المتحدة عدة قرارات منذ عام 1960 وحتى عام 1967م قضت باستقلال ووحدة الجنوب العربي من سلطنة المهرة شرقا الى المندب غربا ومن البحر العربي وخليج عدن وجزيرة سقطرة جنوبا الى  اليمن والسعودية شمالا..

 

ان العالم اليوم وهو يقف امام اوضاع اليمن ومسألته في التنازع على السلطة بين اطرافه في الشرعية وفي اﻻنقلابيين وهي اطراف متفقة على دفن قضية الجنوب العربي في معالجة تنازعها على السلطة  بشكل مثير لﻻستغراب والتعجب..

 

فالقضية الجنوبية ﻻعلاقة لها بتنازع تلك اﻻطراف على السلطة  الذي حدث منذ عام 2011م بثورة التغيير 'وانما هي قضية جنوبية بكل سماتها وخصائصها ووضعها القانوني والسياسي المختلف تتمثل في اعلان وحدة مايو 1990م  بين دولة الجنوب ودولة الشمال في الجهوية اليمانية الكبيرة الذي انقلبت عليه عام 1994م كل  تلك اﻻطراف المتنازعه اليوم وشنت حربها في 27 ابريل 1994م  على الجنوب ملغية كافة اﻻتفاقيات الوحدوية التي ابرمت منذ عام 1972م  وحتى اعلان قيامها واحتلت الجنوب في 7/7/1994م  متحدية لقرارات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي واﻻمم المتحدة وفرضت احتلالها بقوة الدبابات والطائرات والصواريخ واعتبرت كل تلك اﻻطراف انها فتحت الجنوب "دار الكفر" وتغنمت كافة ممتلكات شعب الجنوب ودفعت ابناءه وكوادره الى البطالة والتهميش ومارست اسوأ انواع اﻻحتلال اﻻستيطاني في تاريخ البشرية .

 

لقد كان الاحتلال اليمني محل رفض شعب الجنوب العربي منذ اول وهله للاحتلال وتعاظم الرفض حتى خرج بسيول  شعبيه جارفة  في الداخل وفي الشتات رافضا للاحتلال اليمني مطالبا باستعادة  دولة الجنوب بهويتها العربية بعد فشل مشروع اعلان الوحدة في الجمهوية اليمنية  بين الدولتين.

ومع اﻻسف ظل اﻻشقاء العرب يتفرجون على المجازر البشرية التي كانت ترتكبها قوات اﻻحتلال اليمني ضد شعب الجنوب اﻻعزل حتى كررت تلك الاطراف المتصارعة غزوها للجنوب مرة ثانية في حرب شاملة عام2015  مستعينة بتحالفاتها مع ايران ﻻحكام السيطرة على الجنوب وعلى الممرات الدولية لخنق دول الجوار في الجزيرة والخليج وهو الخطر الذي استدركته دول التحالف العربي وتدخلت بضرباتها الجوية التي كانت عونا لشعب الجنوب العربي وحراكه الجنوبي الذي انصهروا جميعا كمقاومة وطنية متحالفة مع اﻻشقاء العرب ووقفت سدا منيعا دون تحقيق هدف المشروع التوسعي الايراني في منطقة الجزيرة والخليج العربي انطلاقا من ارض الجنوب العربي.

 

 ن أي محاوﻻت لفرض حلول عنوة او بالاحتيال للقضية الجنوبية ﻻتلبي حل القضية من جذورها المتمثل في مطالب شعب الجنوب بقيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة اﻻستقلال والسيادة وعلى كامل حدودها الدولية المعروفة لن يتحقق اﻻمن واﻻستقرار في اليمن والجنوب العربي معا' بله والمنطقة برمتها .. اذ ليس هناك من حل بعد كل تلك المجازر البشرية ضد شعب الجنوب والتي مازالت مستمرة باسم داعش والقاعدة  الممولة من قبل اطراف الصراع معا' والدمار الكامل للبنية التحتية في الجنوب   والصراع  المستمر على مدى 23 سنة '  غير حل الدولتين في العربية اليمنية وفي الجنوب العربي كما كان وضعهما السيادي قبل اعلان وحدة مايو 1990م فبهذا الحل العادل  يمكن بناء جسور جديدة وعلاقات  مقبولة في نطاق منظومة العلاقات العربية والدولية لتحقيق اﻻمن واﻻستقرار في البلدين الجارين وحفظ امن واستقرار المنطقة برمتها وهذا مايجب ان تصارح به دول التحالف الشرعية والانقلابيين بكل شفافيه وحزم  وبدون محاباه على حساب الحق.

 

*علي محمد السليماني*

 24/12/2016