وفاة الأمير الشاعر الكبير صالح مهدي العولقي

2018-05-01 03:28
وفاة الأمير الشاعر الكبير صالح مهدي العولقي
شبوه برس - خاص - ابين أحور

 

ولد الأمير الشاعر صالح مهدي بن ناصر العولقي في حوطة لحج المحروسة يوم 28/ جماد الآخر/ 1348هجرية، عاد مع بعض أفراد من عائلته الى احور وعمره ست سنوات والتحق (بمعلامة) الحبيب عبدالرحمن بن احمد الحامد، لقراءة القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم عاد الى لحج والتحق بالمدرسة المحسنية وواصل تعليمه الابتدائي بها، ويذكر انه كان من المتفوقين في الدراسة وترتيبه الاول الى الثاني بالتناوب وزميله الراحل المهندس ناصر محمد عامر حيث واصل الاخير دراسته في جمهورية مصر ، اما شاعرنا عاد الى احور بعد ان اخذ نصيبه من التعليم في لحج حتى عام 1949م ذهب الى محافظة أبين وعمل في (لجنة أبين) وعاش بها فترة من الزمن.

 

بدأ يقرض الشعر على صوت السمرة (البال) في احور ومن ثم في لحج كان الفنان الراحل صلاح ناصر كرد زميل دراسة للامير صالح مهدي عولقي في لحج وجار له في السكن وقد انشغل الاول بالفن وكون ندوة سميت (بالندوة الموسيقية اللحجية) وعملا سوياً مع كثيرين في تأسيسها وابرازها حتى أصبح لها شأن في ذلك الحين، بوجود الداعمين لها من كبار الشعراء أمثال الشاعر والملحن الأمير عبدالكريم عبدالله وهو موسوعة فنية معروفة في الساحة الفنية الجنوبية بعد القمندان، وكذا الشاعر احمد عباد الحسيني الذي أثرى الندوة اللحجية لخصوبة شاعريته وعبدالخالق مفتاح وغيرهم كثير، وقد أخذت الندوة من اعمال شاعرنا الأمير القديمة الكثير مثل قصيدة:

(قد تلاقينا وكنا في انسجام) التي لحنها الفنان الكبير محمد سعد الصنعاني وغناها الفنان فضل الكريدي وقصيدة (آبا يامهلا) لحنها صلاح ناصر كرد وغناها يسلم حسن صالح، وقد كان من نشاطات هذه الندوة المشاركة في احياء حفلات الاعراس وتنظيم حفلات خاصة وتمثيليات مسرحيه يقوم بكتابة نصوصها الاستاذ محمد احمد كرد وآخرين، كما كان الامير الشاعر صالح مهدي العولقي عضواً بارزاً في مايعرف بـ (شلة اخوان المجتمع) التي لها فضل كبير في دعم الندوة اللحجية ومن ابرز شخصياتها ورموزها الاستاذ السوداني الرباح عثمان والحاج عبدالله حسين الصاعدي والحاج احمد عوض الخريبي وعوض عبيد السنبوق والاستاذ ابوبكر التوي و (البهري) وهو من أبناء عدن.

 

وفي أبين (جعار) وبدعم من نائب السلطنة الشيخ حيدرة منصور العطوي واولاده شارك الامير صالح مهدي عولقي وآخرين في إنشاء (ندوة موسيقية) وكان من النشطاء فيها آنذاك الشاعر والملحن السيد احمد عمر اسكندر الذي لحن قصيدتين للامير الشاعر صالح مهدي الاولى بعنوان (الا لاوين من يدري) وقصيدة اخرى غناها صالح عبدالباقي ومسكين علي وقصيدة ثالثة بعنوان (محلا قوام الخليل قوام ماشفت مثله) لحنها وغناها الفنان سالم احمد البوك.

تميز الامير الشاعر صالح مهدي العولقي عن اقرانه من شعراء المنطقة بألوانه الشعرية الغنائية ومفرداتها العذبة الجميلة، ويظهر في كثير من قصائده تأثير المدرسة الفنية اللحجية ذات الطابع الخاص والمتميز عن باقي المدارس الفنية اليمنية، ومن حسن طالعه انه قد تتلمذ وبدا ونضج وأشتهر على أيدي أساتذة كبار في الفكر والفن والأدب والشعر، أيام كانت لحج المحروسة حاضرة المدائن.

 

تعازينا لابنائة  الاخوة الاعزاء : مهدي ومحمد وشكري وناصر وعلي ولابناء اخوته ودولة احور كافة ، سائلين المولى  له الرحمة والغفران والرضا والرضوان وان يسكنه فراديس الجنان ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان، انا لله وانا اليه راجعون.

 

بقلم : شهاب الحامد – احور أبين