‘‘المنهجية المفقودة في إيجاد الحل‘‘
يقول العالم انيشتاين مطور النظرية النسبية ..( إن الغباء هو فعل الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة ) .
لم يعي بعد الفكر السياسي اليمني الذي صار عقيمآ اصلآ بعد كومة من قرارات التعيينات لشخصيات ضعيفة وركيكة في العمل السياسي مضافآ إليها كومة أخرى من تعيينات لشخصيات مدجنة لا تستطيع الإفصاح عن حقيقة وواقع ومتغيرات مابعد حرب ٢٠١٥ م في ديمغرافية الجنوب ككل .
فتجد نخب الشمال واحزابهم ومشائخهم وسياسيو ( المعوالة _ والفراوليين ) ممن طفوا على السطح كقطع الفلين الخاوية التي لا يبتلعها البحر ولا يستفيد منها الغريق ليتعلق بها ..
تجدهم جميعآ مصممون على أن يقنعوك بأن مشكلة الفيدرالية والتعريف بها ونشر فكرها هي مشكلة جنوبية والجنوب وشعبه هم المعضلة فيها .. مع ان مشكلة الجنوب ابسط بكثير مقارنة بمشاكل وحروب الشمال الان .
أيها السادة ،، يا محترمون ..
تقول إحدى نهايات طرائف جحا مقولة يتذكرها كل عربي وصارت مثلا يضرب به حين يلزم ذلك وهو ان يقال ( جحا أولى بلحم ثورة ) ..
كما يحضرني هنا في هذا المقام مثل عدني قح يقول يا مفرق المرق أهل بيتك أحق..
لا ادري لماذا انتم مصرون على أن تضعوا العربة امام الحصان بغباء شديد وإصرار عجيب حينما تعتقدون ان ورش عمل للتبشير بالفيدرالية ذات الستة الأقاليم هي أولى مراحلها كما تفعلون الان انتم في عدن التي رأيتم كيف واجهكم اهلها وكيف ردوا بطريقتهم .. لأن طريقة الترويج وتوقيت الترويج مستفزة لأي جنوبي بكل المقاييس .
ماتفعلونه انتم الان يفترض أن يكون هو آخر شيء يفعل ،، وليس اول شيء...
فبناء أي جسم مادي أو حتى بناء نظام إداري أو مالي أو سياسي ،، حتما ولابد ان يكون مبنيآ على المنهجية والتراتبية والالتزام بالمعايير لكي يكون البناء سليمآ قويآ وغير مشوهه ولا مبتورآ .
بدلا من التبشير بالفيدرالية من قلب عدن بطريقة تثير الضحك مع البكاء بنفس الوقت ،،
اذهبوا اولآ لشمالكم واجعلوا الشباب ينفرون إلى جبهات المقاومة الوطنية الشمالية وسلحوهم ونظموهم وحرروا فقط بقية مديريات مأرب من أهلها السادة القابلون بحكم السيد .. سنعتبرها كبادرة حسن نوايا قبل أن نقول حرروا صنعاء .
ثم اشعلوها حرب شوارع في صنعاء كما كانت شوارع عدن تقاتل مع اهلها واولادها الذين افتدوها بأرواحهم،، فطهروها من رجس الشياطين..
حرروا صنعاء وصعدة وحجة وعمران والبيضاء وضوران وآنس بذمار ...وحرروا الحوبان ومفرق الشيشة _ ماوية ومنافذ الحوبان ومعسكر الاذاعة في محيط تعز التي دمرتها حزبيتكم ،، ولاتنسوا ان تعرجوا على إب وبلاد الروس وبني مطر والحمية الداخلية .
حرروا المناهج المدرسية والتعبئة الفكرية التي أصبحت تدرس لاولادكم واجيالكم من قبل مليشيا إيران الحوثية ،، لانهم سيعلونكم يومآ حينما تروى لهم الحكاية بعد أن يمضي قطار العمر بكم وبنا .
لملموا شتات الشمال مع الشمال وارونا ماستتفتق عنه عقولكم السياسية الفذة التي تستعرضون بها اليوم بها في عدن مبشرين بمشروع فنكوشي الأصل ،، انتم انفسكم لاتملكون منه شيء وليس تحت أياديكم محافظة شمالية واحدة محررة بالكامل بعد اربع سنوات من الحرب ليكون ماتقومون به منطقيآ من ورش عمل أو مراكز توعيه بفكرتكم أو مشروعكم الذين تتمنون ان يقبل به الجنوبيون .
النظام الفيدرالي ليس مجرد لافتة مطبوعة على بنر او طاولة وكراسي ومكرفون وصندوقين شراب كندا توزعوهم للناس ..
فهذا يسمى استخفاف بعقول المجتمع واستفزاز واهانة لعقول مثقفيه ،، فهو اشبه ببائع متجول يقف على رصيف الطريق ليبيع للناس الشمس في عبوات زجاجية ،، ( الشمس في ازايز ) على قولة اخواننا المصريين حينما يصفون لك شخصآ نصاب يريد الإيقاع بك والاستخفاف بذكائك .
إن اردتم فيدرالية بحق وكنتم مؤمنيين بها ولا تسترزقون منها ،، فما عليكم بكل بساطة إلا أن تحرروا الشمال ،، وان تلملموا ماتشتت فيه .
وان تصلحوا بين قبائلكم وان تجبر الكسور وتوفى النذور ويحاكم الفاسدون والمجرمون وتذبح الذبائح وتعلوا زغاريد الانتصار من حرائر صنعاء من وسط شارع ابو الأحرار الشهيد الزبيري..
هذا هو المنطقي وهذه هي المنهجية بعينها ليكون لدينا معادلة واضحة وجلية وهي ان هناك #جنوب_محرر وكذلك #شمال_قد_تحرر ..
حينها ستتبلور الندية بعينها بين الشمال وبين الجنوب وحين يتم الوصول الى الندية واعتراف كل ند بالاخر اعلم وقتها ان اليمنيون شمالآ وجنوبآ امتلكوا مفتاح كل الحلول دون أن ينتقص الشمال من الجنوب شيء ولا ينتقص الجنوب من الشمال شيء .. فأساس المشكلة هو عدم اعتراف الشمال بندية الجنوب .. فهذا اساس اساس المشكلة حينما فقد ..وهو مفتاح كل الحلول وبداية الطريق الصحيح إن وجد .
حينها يتم اصدلر قرار جمهوري يشرف عليه الرئيس هادي شخصيا ويتكون من لجان مباحاثات شمالية جنوبية وليس في ذلك أي عيب أو مهانة لأي طرف لأنها الطريقة المنطقية للوصول الى حلول في الملف السياسي والملف الاقتصادي والملف العسكري وتسند المهام الى رجال سياسة محنكون ومن رجال اقتصاد أكفاء وعسكريون شرفاء والمتهم التجربة .
على أن ترفع مسودة الاتفاقات النهائية الأخيرة بين الندين إلى الرئيس وبعد اعتمادها النهائي منه يتم توزيعها على مجلس الأمن والأمم المتحدة ودول الإقليم ويعمل الرئيس شخصيا وتسانده وتدعمه كل الاقلام الوطنية شمالا وجنوبا وان يعمل الرئيس جاهدآ على اقناع المجتمع الدولي والدول الإقليمية ان هذا ما اتفق عليه اليمنيون شمالآ وجنوبآ .. دون أن يستثنى طرف عن طرف أو يتم شيطنة طرف لصالح طرف .
توجهوا شمالآ وحرروا ارضكم ولملموا جراحها ثم ااتوني مبشرين بما تريدون ... اما شغل الثلاث ورقات والجلاجلا وحرافة شوف العصفور فوق يطير ،،،
دي حاجات ماعاد تمشي حتى بنص شلن في أسواق وساحات وبيوت وقلوب كل الجنوبيون ..
وللمرة الالف نقول لكم ..
العربة لا توضع امام الحصان لأنها لن تمشي ولن تتقدم خطوة واحدة إلا بوضعها الصحيح والعقلاني،، وهو عودة الامر الى اصله في قضية العربة والحصان.. هي ان تكون العربة في الخلف والحصان أمامها.
كذلك الفيدرالية ان شئتم ان تمضي عربتها وتسلك الطريق الأسهل في أرض الجنوب هو ان يعاد الأمر إلى أصله .. والاصل في التاريخ السياسي المعاصر لليمن هو ان هناك شمالآ وهناك جنوب .
فلا ضير إن عدنا خطوة للواراء عن قناعة ومحبة وان نعيد البناء من جديد بين جنوب متكامل الاركان والسيادة بحكومته وقضاءه وامنه وداخليته ،،
وشمالآ متكامل الاركان والسيادة بحكومة وقضاءه وأمنه وداخليته ودستور ونظام داخلي للجنوب وآخر للشمال ينظم دولاب العمل السياسي والاقتصادي في كل اقليم وحدود مفتوحة لتنقل المواطنين وتوسيع رقعة الاستثمار داخليآ وخارجيآ ..وكل أهل أرض أحق بحكم ارضهم وإدارة مواردها ..
هذا ما تطلبه الفيدرالية بحق ليكفي الله المؤمنين شر القتال ونستطيع بفترة وجيزة شمالآ وجنوبآ من ان ننهض بوطننا وان يشعر كل طرف أن قيمته لم تهدر ..
اما زبلطه ومرفاله واشغال عقول الناس بأمور ليس لها من اساس ولا بناء على الأرض لكسب وقت إضافي آخر يدفع الجنوب ثمنه دماء وارواح وحروب أخرى .. لعمري ان هذا هو الوهم بعينه .
عبدالقادر القاضي/ ابو نشوان