الجنوبيون يقعون في الفخ مجدداً ‘‘ 2 ‘‘

2013-04-17 06:44
الجنوبيون يقعون في الفخ مجدداً ‘‘ 2 ‘‘
شبوة برس- خاص صنعاء

الجنوبيون يقعون في الفخ مجدداً ‘‘ 2 ‘‘

"لكم حواركم ولنا الحكومة وبيننا الانتخابات القادمة" هذا هو لسان حال القوى التقليدية" القبلية والعسكرية والدينية" في الشمال والموالين لهم في الجنوب.

من يتابع وبنظرة الباحث سيكتشف أن حجم الفساد و الهدر للمال العام والتوظيف والتجنيد والصفقات والمناقصات التى مررت في عهد الحكومة الحالية سيكتشف أنها تكاد توازي ما ارتكبه الرئيس السابق صالح من تجاوزات خلال العشر السنوات الأخيرة من فترة حكمه.

 صحيح ان الجنوبيين ينالون حظاً من تلك التعيينات وإن كانت على مستوى المناصب العليا فقط, لكن ما يعطى لهم في التعيينات الأخيرة يعطى لهم كأشخاص وليس كتيار سياسي يعبر عن مصالح  أبناء المحافظات الجنوبية, وهذا هو مكمن الخطر لأن من يتبوءون المناصب من الجنوبيين بتلك الطريقة لهم ولاءات متعددة أغلبها تتبع مراكز القوى التقليدية نفسها في الشمال أو متحالفة معهم في أحسن الأحوال, وبالتالي فهم ينظرون الى الحراك الجنوبي كخصم ولا يعتبرون أنفسهم جزء من تلك الثورة – السياسية - في الجنوب, كما أن التحالف هنا تغلب عليه المصلحة الشخصية وليس مصلحة عموم المواطنين في الجنوب.

لذلك لم أكن ابالغ عندما قلت في الجزء الأول من هذا المقال أني أرى بوادر لتكرار سيناريو الوحدة وما أعقبها من انقلاب على اتفاقيتها وإقصاء للجنوبيين من السلطة والثروة, وأن ما حصل مع علي البيض والعطاس ورفاقهم سيحصل مع محمد علي أحمد والصريمة ورفاقهم عند اكتمال الحاجة اليهم, ولن تجد القوى الشمالية صعوبة في ايجاد شخصيات جنوبية تُكمل المشوار بعد أن تنقضي الحاجة منهم.

قد نتفق على الفدرالية من اقليمين أو أكثر, وسيهلل الكثير من الجنوبيين لهذا النصر, لكن الانتخابات القادمة في الاقليم أو الأقاليم الجنوبية لن تكون نتائجها مشابهة لانتخابات 93م التي تمكن فيها الحزب الاشتراكي من الاستحواذ على كل الدوائر- الجنوبية -  تقريباً, فحجم التغيير الحاصل منذ حرب صيف 94 م  ينذر بأن نتائج الانتخابات في الجنوب ستكون لصالح مراكز القوى التقليدية وبمسميات جنوبية بل وحراكية " حراك صناعة صنعانية ".

وحتى تتساوى الفرص أمام مختلف القوى السياسية والمجتمعية سواءً في الحوار الوطني أو في الاستحقاقات القادمة وعلى رأسها الانتخابات, فلا مناص من تشكيل حكومة كفاءات أو حكومة من الأطراف الممثلة في الحوار الوطني بما فيهم الحراك والمرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني وبنفس النسب, وبغير هذا فالاستمرار في الحوار عبث بالوقت وبمشاعر المواطنين وسيعطي شرعية للقوى التقليدية لتتمكن من تغيير جلدها مجدداً.

* علي البخيتي  

 [email protected]