من خلال تجارب الحوار والتفاوض السياسي اليمني الداخلي، في التاريخ الحديث أكان بين الأحزاب والتنظيمات السياسية أو بين حكومة ومعارضة، نرى أنها تنتهي بالفشل وترفض أي حلول وسط، ويلغي الطرف الأقوى باقي الأطراف سلما أو حربا ويفرض شروطه على الجميع فتره ، حتى تظهر قوى جديده تواجهه بنفس منطقه خارج منطق الحوار والتفاوض والحلول الوسط فأما أن يقصيها ويسقطها أو تقصيه وتسقطه، لتظهر هذه القوى الجديدة لتجد نفسها مرة أخرى أمام مسألة الحوار والتفاوض التي سبق وأن فشل فيها غيرها .
والحقيقه أن الحوار الذي يقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي مع مختلف المكونات الجنوبيه يمثل خطوة ايجابيه في الاتجاه الصحيح، بعيدا عن نظرية فرض الأقوى وجهة نظر ,هذه النظرية التي استخلصناها من تاريخ الحوار اليمني الحديث والتي لا تزال سارية المفعول حتى اليوم، إلا أنا للأسف نلاحظ أن الكثير من المكونات الجنوبيه التي يدعو المجلس الانتقالي للحوار معها لا تؤمن بالحوار كوسيلة حل لنقاط الاختلاف بشأن القضيه الجنوبيه، ولكنها تجعل من رفضها للحوار بشأن تلك النقاط مع المجلس الانتقالي الجنوبي ورقة ضغط تهدف إلى تحقيق وجهة نظرها بشأن هذه النقاط مسترشده بنفس تلك النظريه المستخلصة من تاريخ الحوار اليمني الحديث، إلا أنه بالرغم من كل هذه التحديات فما زالت الفرصه سانحه للجنوبيين لاستعادة وطنهم وبناء دولة مدنيه ديمقراطية فيدراليه .
النجاح في إيجاد صيغه يتوافق عليها المتحاورين الجنوبيون ذوي الاتجاهات المختلفه في الساحة السياسية الداخلية الجنوبيه يقوي موقف الجنوبيين بشكل عام سلما أو حربا في صراعهم مع الجمهوريه العربيه اليمنيه من أجل استعادة وطنهم .
*- سالم هارون
الولايات العربيه المتحده
ولاية شبوه