لم يكن اليمن موحدا سياسيا إنما كان "تابع ومتبوع" فانتهى سياسيا وما يجري هو مراسيم دفنه وليس دعما اقليميا ودوليا له ، ولم يتبقَ إلا إشهار افلاس الشرعية ماليا فكل مؤشرات الإفلاس موجودة ، فالعفاشية كخيار سياسي لـ "تابع ومتبوع" جُرِّبت وانتهت باغتيال "عفاش" وماتلاه مجرد تفاصيل لا اهمية لها !! ، و"الحوثية" انتهت في الجنوب بعاصفة الحزم ثم المقاومة الجنوبية التي كسرتها فيه ، و"الاخوانية" انتهت بفشل غزوة خيبر لاسقاط "عدن" ثم الانسحابات من تخوم صنعاء واكتفاؤهم بمديرية وبعض مديرية في مأرب وفشلهم في تقديم نموذج عليه شبه التفاف في شبوة!!
منذ ما قبل إزاحة "منصور" او بالأحرى حين تحوّل "الحزم الى امل" يتأكد ان التدخل الإقليمي والدولي أكثر حضورا وتأثيرا فالحوثي باقٍ شمالا برضى ودعم دولي مهما اختلفوا معه فهو مازال مطلوبا "لمصالحهم مستقبلا"، ولأنه من فروع "الزيدية" التي تعايشت مع الآخرين في الشمال برضى او باكراه فلن يحتاج اندماجه والاندماج معه الا حلول شكلية للمناطق التابعة له تاريخيا
الجنوب
الجنوب ركن استراتيجي في الملاحة الدولية بشقيها التجاري والعسكري ومن اهم مفاتيح الجزيرة العربية لذا فللعالم اطماعه كما للاقليم اطماعه في تركة "الرجل المريض"
ماذا لو سقط الانتقالي
مهما صدقت نوايا المنظرين والساخطين وجماعات "اين موقعي" فلن يستطيعوا ان يحولوا تنظير "ما ينبغي وما لا ينبغي" إلى حامل مشروع يحل محل الانتقالي فسقوطه سيخلق تحديا وفراغا سياسيا وعسكريا وامنيا وستزداد تعقيدات الصراعات الداخلية وسيسقط خيار استقلال دولة الجنوب الموحدة لانها لاتوجد قوة جنوبية في حجمه وثقله سياسيا وعسكريا - مما يغير من مسار النضال السياسي في ما كان يُسمّى "جنوب"، ولذا فسقوطه ليس من مصلحة القوى الجنوبية كلها
حرب الخدمات وقطع المرتبات وانهيار واختلاق الأزمات في الجنوب من مؤشرات سياسة ان الخيار الدولي والإقليمي لذوبان الشرعية وحرق الانتقالي وهو خيار العودة إلى ما قبل 1967 او قريبا منه، لذا فانه حتى القوى والنخب الجنوبية التي تعاديه - وتراهن على مواقعها مع اليمننة- عليها ان تبحث عن قواسم مشتركة لمواجهة مشروع تفتيت الجنوب فتحديات سقوطه كارثية على الجميع
ما يجري في هضبة حضرموت ليس خلافا مع الانتقالي بل "بث تجريبي" لخيار ما قبل 67م مهما كان تدّخل قوى اليمننة فيه نكاية بالمشروع الجنوبي
ستكون المنظمات الإرهابية الرابح المرحلي حتى يتم قسمة المصالح بين الكبار فيه!! تليها الإخوانية والسلفية وستكون اما مسيطرة وهذا احتمال غير وارد لإدارة منطقة استراتيجية عالميا وإقليميا والثاني سيديرونهما في صراع لكسر قامة الحوثي وتحجيم غلوائه شمالا، وسيديرونها جنوبا بطريقة "بوتين" أذ خلق صراع بين اقوى قوتين في "المافيا الروسية" حتى انهكهما وبالتالي قضى عليهما ، وستدار السلفية والاخوانية بذات الأسلوب حتى يتم اضعافهما لتثبيت تلك الانقساميات التي يحتاجونها لإدارة مصالحهم في ما كان يُسمى جنوب
5يوليو 2025م