أسواق شبام في عصرية من عصريات رمضان المبارك في الزمن الجميل

2019-05-09 23:36
أسواق شبام في عصرية من عصريات رمضان المبارك في  الزمن الجميل
شبوه برس - خاص - شبام - وادي حضرموت

 

إلى جامع شبام الواقع بقلب المدينة تتجه جموع المصلين سيما صلاة العصر الذي يجمع المسجد كافة الصغار والكبار من شبام والسحيل حينذاك فتمتلئ باحات المسجد وصحنه وكل أروقته وتدب الحياة كما شاهدها أجيال وأجيال في الزمن الجميل .

وتغص الساحة - سرحة الجامع - بالباعة الذين يدخلون للصلاة وبضاعتهم لاتمس أو يعبث بها ما أجملها روحانية الشهر فالجامع مركزاً يتحلق حوله مناشط الحياة العامة والرمضانية بالذات منذ أجيال وحتى الجيل الذي يلينا أكانت مكبرات صوت موجودة أو لم تكن حينها لاتسمع لغواً ولاشتائم ولكنها أصوات تلهج ( اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا  أشهد وأن لا إله إلا الله أستغفر الله نسألك الجنة ونعوذ بك من النار) .

 

ومع ظهر كل يوم يبدأ باعة الفجل ( البقل) القادمون من سحيل - الضدح-الشرقي يفترشون - العصبي - دكة المسجد طمعاً في شراء حلقين أو أربعة والجيد من حصل على (بقل) لمائدة إفطاره.. وما أن تنتهي صلاة العصر فأن المشهد المهيب حينها لم يعد كما هو اليوم. 

لاتجد آنذاك موطيء قدم وسوق شبام مملوء (سرحة الجامع) بباعة الخضار وباعة السمبوسة وباعة المشبك المشهورين منهم خميس بطيق ( سلامه) وصالح كرامه نصيررحمها الله.

   وباعة المعجنات الأخرى وكلهم من أبناء شبام ومنتوجاتهم خالصة من المواد المحلية الى جانب السوق العام فأن سرحة الجامع تمتلئ بالباعة والمشترين بمن فيهم من يبيع (البرد) الثلج المكسر من قوالب مطوية ملفوفة بفتقه من - جونية-تحافظ عليه ولم يكن حينها أكياس بلاستيكية فهناك علب لحفظ قطع الثلج (غرش) لم تكن حينذاك ثلاجات في معظم بيوت شبام فيشترى البرد ليطفئ الظمأ أو أن (القربة) وهي ثلاجة محلية طبيعية تشفي ظمأ الصائم وتبل عروقه. 

مابعد صلاة العصر يتجه البعض لقضاء الوقت بالتجوال حول سور المدينة وبإتجاه الخلاء (الجروب الزراعية) والعودة قرب أذان المغرب أما العديد فأنهم يظلون بالجامع يرددون الأدعية والأذكار والاستماع للمذاكرات والعظات، وكان الجامع يعد أكبر المساجد تمد فيه موائد الإفطار منذ زمن بعيد ونتذكر جميعاً ذلك وتقام صلاة المغرب جماعة تنتصف الصفوف الى منتصف صحن أو أيوان المسجد.. اليوم فأنه لم يعد للسوق مكان وسوف تجد ساحة الجامع خالية من تلك الأنشطة الرمضانية،، فأصبح السوق اليوم وإن لم يكن حتى شبيه بسوق زمان .. الكل يتذكر قبل 50 عام والى ٣٠ عام مضت رمضان والجامع والسرحة والسوق الرمضاني والجامع والسرحة والسوق الرمضاني بسرحة الجامع وحالياً السوق بسرحة الحصن ولكن لايقارن بزمان

#علوي بن سميط