إننا نشاهد اليوم في الجنوب أكبر عملية دجل وسحر وشعوذة سياسية يقوم بها النصابون السياسيون في الجنوب بمساعدة ومباركة النصابون في الجمهورية العربية اليمنية هذه العملية ما هي إلا عملية استحضار الصراع بين أبناء المثلث كطرف وأبناء أبين وشبوة كطرف ثاني ولا شك إن هذه العملية لم يكن لها أي تأثير لو لم يعمل هؤلاء النصابون على اسر الوعي الباطني في كلا الجهتين ويوحون له بأن كل طرف يتربص بالآخر حتى أصبح يراه معظم الناس حقيقة ماثلة بالرغم إنه مجرد تزييف حصل في العقول الباطنية للناس في كلا الجهتين ومن خلاله صاروا هؤلاء النصابون يسوقون الناس في كلا الجهتين كالانعام مرة إلى المراعي ومرة إلى المجازر بعيدا عن المصالح العلياء لشعب الجنوب .
وهذا يستلزم منا أبناء كل طرف أن نقف ضد أولئك النصابون كلا في طرفه وإن نفضح دجلهم وسحرهم وشعوذاتهم السياسية التي يسيطرون بها على العقول الباطنية للناس في كلا الطرفين ويجيرون هذه العقول لمصالحهم الخاصة ومصالح أسرهم وعائلاتهم وعشائرهم وقبائلهم واحزابهم بعيدا عن المصلحة العلياء لشعب الجنوب والتي تتمثل في فك ارتباط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية وبناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية فيه .
ولا يمكن لنا أن نحدد هؤلاء النصابون إلا من خلال ما يلي :
موقفهم من المصالح العلياء لشعب الجنوب .
موقفهم من الفساد ومواقعهم في شبكة منظومته السياسية والاجتماعية .
موقفهم من الإرهاب والحروب ومدى ارتباط مصالحهم بها .
التعرف الى أي مدى وصلوا في ممارسة العهر السياسي والتنقل من حضن إلى حضن .
من خلال وضعهم على مشرحة هذه النقاط نستطيع أن نحددهم
بدقة وإن نمنعهم من يقودونا ويقودون الجنوب إلى الكوارث .
ثم نستطيع أن نحددهم من خلال موقفهم من الحل العادل والواقعي والعلمي والعملي للقضية الجنوبية والذي يتمثل في استفتاء ديمقراطي حر ونزيه للجنوبيين ما قبل 22 مايو 90 وكل من انجبوه ووصل السن القانونية للمشاركة في الاستفتاء عند حصوله .
أي إنا نرفض فرض وحدة بالقوة على شعب الجنوب ونرفض فك ارتباط بالقوة دعونا أن نسمح لشعبنا أن يقول كلمته في قضاياه المصيريه يكفي من اختزال حقه حتى اليوم من قبل أفراد وأسر وعائلات وعشائر وقبائل وأحزاب دون تفويض بذالك .
*- سالم صالح بن هارون