الإمام العلامة السيد الحبيب "أحمد بن عمر بن زين بن علوي بن سميط" أحد أبرز أعلام حضرموت ورموزها الدينية وإمام عصره
قال عنه العلامة السيد ابن عبيدالله السقاف في إدام القوت (ومن آل سميط القطب المجدد الداعي الى الله الإمام أحمد بن عمر بن زين بن سميط لقد كان علم هدى ونبراس دجى ونور إسلام وفرد إعلام أردت أن أتمثل له بما يناسب لكن رأيت مقاما عظيم الشأن حيرني ..)
وقال عنه أيضا العلامة ابن عبيدالله (وهو الذي أهتم بإقامة دولة لحضرموت وأشتد لذلك أسفه وتوالى لهفه ولئن مات بحسرة على ذلك .. فقد كلل الله أعماله بالنجاح في نشر الدعوة إلى الله حتى أنقشعت الجهالة واندفعت الضلالة وانتبه الجماء من النوم وتقيل آثاره أراكين القوم. ))
وكتب عنه المؤرخ النسابة محمد ضياء شهاب الدين المتوفى بمكة 1405هج بقوله ((أخذ يدعو إلى إقامة وال عادل ويحث على إصلاح الوادي كله بوجود الوالي العادل فكان ينشر رأيه في كل مكان وفي مجالسه وخطبه وأشعاره. ..
وكتب السيد أحمد بن عمر بن سميط إلى السيد محمد بن إبراهيم بلفقيه بهذه الأبيات
وقد أوجب الديانُ فرضاً محتماً
علينا: نقيم والياً ليس نُعذَرُ
لنهيٍ وأمرٍ واتباعِ شريعةٍ
وقطرٌ خلا منه فأعدُدْه فارغاً
إقامتُه ضيمٌ وعيشٌ مُكدّرُ
ولما عظم الخطب ..أخذ السيد أحمد بن عمر بن سميط يستنكر المظالم ويقاوم الظالمين علناً ولكن الخوف قد استحوذ على النفوس لدى الأكثرية فدعا إلى الهجرة عن شبام حتى يرتدع الظالم ))
■ دعوته إلى الله
إزدحم على دروسه الطلاب من كل حدب وصوب فقد بنيت دعوته على رأي ثاقب وعلم واسع مع التشديد على الدعاة في أداء واجبهم مع إرسال الدعاة إلى القرى البعيدة والبوادي النائية وإنشاء الكتاتيب للتعليم ووضع نظامها وطريقة عملها حيث خص البوادي بمزيد من العناية كما أن القرى التي لايصلها الدعاة جعل لهم ليالي للتعليم والدعوة إذا جاءوا إلى شبام بقوافلهم.
كما أنه يشدد على كل عالم ومتعلم ويلومه في ترك الدعوة ولا يتركه حتى يأخذ عليه العهد بالدعوة فإذا جاءه ثانيا سأله عما فعل .
وأسلوب الحبيب أحمد في النصح والتقريع شديد ليس فيه ممالأة ولا مجاملة بل هو صريح في أقواله ناصح ل ايوارب ولا يخادع.
له ديوان شعر به العديد من القصائد التي فيها حث على العمل الدعوي والتحضيض لجمهور العلماء والفقهاء وطلاب العلم على القيام بذلك وحفل ديوانه بالعديد من القصائد التحذيرية والإرشادية لجمهور الناس من ارتكاب المخالفات الشرعية وإتيان المحضورات والمنهيات.
كما بذل الحبيب أحمد بن عمر بن سميط جهدا في تعليم الفتيات لأجل تربية الأجيال الصالحة وأثمرت جهوده حتى لقد صارت النساء تنهي رجالها عن المخالفات الشرعية كما أنه أوجب على النساء أن ترتدي سروالا طويلا إلى القدم تحت الثوب
كما حارب الحبيب أحمد بن عمر الهجرة الطويلة لغرض جمع المال وكان يكرر في كلامه من القول : من بايجلس في حضرموت يبني أمره على قول سيدنا الإمام "عبدالله بن علوي الحداد" :
يصبر على الطاعة والقناعة
والفقر والإقلال والمجاعة
فما الشجاعة غير صبر ساعة
والفوز في العقبى لكل صبار.
وقال العلامة الحبيب علوي بن عبدالله بن شهاب الدين المتوفى بتريم 1386هج (( قال بعض العارفين : دعوة الحبيب أحمد بن عمر طرقت المسامع أكثر من دعوة الإمام الحداد ))
وقال الحبيب أحمد بن محمد المحضار في مدح شبام والإشادة بالحبيب أحمد بن سميط
وشبام ذي قد شٌيدت أركانها بالبحر وأحمد بن عمر سلطانها
ويقصد بالبحر الحبيب حسن بن صالح البحر أحد أبرز تلامذة الحبيب أحمد بن عمر بن سميط
■أبرز تلامذته ومن أخذ عنه :
من أعظم آثاره الرجال الذين خلفهم والأئمة الذين خرجهم من مدرسة الدعوة إلى الله الرجال الذين كان بهم نفع للبلاد والعباد..
ومن أبرز تلاميذه والآخذين عنه الحبيب عيدروس بن عمر الحبشي والحبيب حسن بن صالح البحر وكذلك العبادلة السبعة أعيان علماء وفقهاء حضرموت : الشيخ عبدالله باسودان والحبيب عبدالله بن علي بن شهاب الدين والحبيب المفتي عبدالله بن حسين بلفقيه والحبيب عبدالله بن حسين بن طاهر والحبيب المفتي عبدالله بن عمر بن يحيى والشيخ المعلم الفقيه عبدالله بن سعد بن سمير والحبيب الأديب عبدالله بن أبي بكر عيديد. ومن شبام إبن أخيه عمر بن محمد بن عمر بن سميط والحبيب أحمد بن زين بن سميط والحبيب عبدالله بن عبدالرحمن بن سميط والحبيب أبوبكر بن عبدالله بن سميط والشيخ أبوبكر بن محمد بن عبود باذيب والفقيه محمد بن أحمد بن عوض باذيب والشيخ العلامة الأديب أحمد بن عمر بن سالم باذيب والشيخ محمد بن أحمد عبدون باشراحيل والشيخ العلامة الفقيه عمر بن إبراهيم مشغان والشيخ محمد بكار معاشر والمعلم عبدالله بن علي بلفقيه والشيخ عوض بن محمد عقبه سديس والشيخ معروف بن محمد باجمال وإبنه عبدالله وغيرهم الكثير من أهالي شبام ..
ومن سيؤن الحبيب محسن بن علوي السقاف والحبيب عبدالرحمن بن علي بن عمر السقاف
ومن تريم العلامة المتفنن الحبيب أحمد بن علي الجنيد والحبيب محمد بن حسين الحبشي والحبيب عمر بن حسن الحداد والحبيب محمد بن إبراهيم بلفقيه. ومن دوعن الشيخ باسودان والحبيب أحمد بن محمد المحضار والحبيب طاهر بن عمر الحداد والحبيب صالح بن عبدالله العطاس والحبيب أبوبكر بن عبدالله العطاس والحبيب هادون بن هود العطاس .
وقال الشيخ الدكتور محمد أبوبكر باذيب (( في ظني أنه لم يتوفر لعلم من أعلام حضرموت أن أخذ عنه مثل هؤلاء الأكابر ولم يجتمع لأحد من سادات وزعماء حضرموت أن أذعن له كافة علماء وفقهاء حضرموت من شرقه إلى غربه مثل ما اجتمع للإمام أحمد بن عمر بن سميط .)) وقال أيضا (( إن الحبيب أحمد بن عمر كان ذا عقلية فذه وحصافة في التفكير وبعد في الرؤية عاش مجاهدا لله وفي سبيله .. داعيا مرشدا ومذكرا وواعظا استخدم في دعوته ونهضته الإصلاحية أنواعا من الأساليب النافعة المفيدة .
■- تشجيعه على التأليف : لقد كان الإمام أحمد بن عمر من المشجعين على الدعوة إلى الله تعالى وعلى التعلم وطلب العلم وفوق ذلك أيضا كان من كبار المشجعين على التأليف وقامت في عهده الميمون الزاهر حركة تأليفية كبيرة في شبام وخارجها وكتبت كثير من الكتب والمؤلفات النافعة بإيعاز وإشارة منه من ذلك تحفيزه لمن حوله من العلماء على وضع المختصرات الفقهية والتجويدية ووضع الشروح على بعض الكتب المنظومة والنافعة ومن أمثلة ذلك :
■دوره الاقتصادي في شبام
إهتم الحبيب أحمد بن عمر بن سميط بتحسين الحالة المالية لأهل شبام فقرن فقراء شبام بأغنيائها بحيث يكون رأس المال على الأغنياء منهم وعلى الفقراء الجهد والعمل والربح مناصفة بين الطرفين وقد نجحت هذه الطريقة واستفاد منها الفقراء والأغنياء بشبام ولم يكتف الحبيب أحمد ذلك بل بذل جهدا واسعا في محاربة الربا كما ابتكر أساليب شرعية لإقراض المال بعيدة عن الربا وحيل الربا .
■ الإمام الحبيب أحمد بن عمر بن سميط رحمة الله تعالى ولد في شبام 1178هج وتوفي بها ودفن بمقبرة جرب هيصم بشبام 1257هج الموافق 1841م .
وقد جمع تلميذه الشيخ دحمان بن عبدالله بن عمر لعجم باذيب مواعظ وكلام الحبيب أحمد وأعتنى به وقدمه كتاباً الدكتور محمد أبوبكر باذيب وفيه تفاصيل أوفى ومعلومات أوسع عن الحبيب أحمد بن عمر بن سميط.
#بن_علوي_الهاشمي