بوس "على هامش سؤال غير برئ" كتب أستاذ في جامعة أبين معلقا على مهاترات نبش الماضي الإشتراكي وصراعاته قائلا : ما كنت لأظن أن الرئيس علي ناصر محمد والأسد الجنوبي محمد علي أحمد ، بعد انخراطهما في تصدر عملية التصالح والتسامح الجنوبي، سيقعان فريسة سهلة لخطاب نكأ صراعات الماضي بين الجنوبيين الذي تدأب ماكنة المطبخ الإعلامي المناهض للمشروع الجنوبي على استعماله ضمن نسق النشاط التفتيتي للوحدة الجنوبية .
وقال الأستاذ "محمد ناصر العولقي" في موضوع تلقاه محرر "شبوه برس" نعيد نشره وجاء في ثناياه : لقد نشر أحد مسؤلي الشرعية شهادتين لناصر وأبو سند حول اشتراط خروجهما من صنعاء لتحقيق الوحدة عام 1990م على أساس أنهما شهادتان للتاريخ ولا أشكك في ما قالاه في شهادتهما وإنما أشكك في فطنتهما لمغزى طلب هذه الشهادة في هذا الظرف كما أشكك في مصداقية الناشر بأن الغرض هو خدمة الحقيقة التاريخية المجردة من النشاط التفتيتي وخطاب نكأ الجراح الجنوبي ، فلو كانت الشهادة مبرأة من التوظيف السياسي لكان السؤال أولا عن ماذا جرى بالضبط يوم 13 يناير 1986م؟ ثم السؤال عن ماذا جرى عام 1990م .
فالسؤال الغائب والشهادة الغائبة هو السبب بينما السؤال الحاضر والشهادة المعطاة هي النتيجة ... فعل ورد فعل
فكيف يخوض المرء في رد الفعل ويغيّب الفعل الأصلي الذي أدى إليه إلا إذا كانت النية نية سوء وليس نية بحث عن الحقيقة ؟
أنا هنا لا أحاول استدعاء الألم الجنوبي وإنما أعبّر عن دهشتي لوقوع علمين جنوبيين كبيرين للتصالح والتسامح في براثن المتصيدين في الماء العكر واستعمالهم لشهادتهما في محاولة ضرب التصالح والتسامح الجنوبي .
فإذا كان ولابد من الخوض في صراع الماضي لأخذ العبرة منه فليكن ذلك الخوض غير مجتزأ ولتعرض الشهادة كاملة ما هو لك وما هو عليك ولتستفيد كل الأطراف من أخطائها أو فليتجاوز الجميع عن الجميع ويصمتوا عن القول في ما لا طائل منه في الظروف الحالية .
أحمد عبدالله الحسني ومحسن الشرجبي كانا حصيفين لمغزى السؤال غير البريء فكانت إجابتهما عليه ذكية وجنوبية صميمة .