"أحمد العيسي" يعترف : الحرب الاقتصادية لمنع انفصال الجنوب (تقرير)

2020-02-05 07:20
"أحمد العيسي" يعترف : الحرب الاقتصادية لمنع انفصال الجنوب (تقرير)
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

قدم أحمد صالح العيسي اعترافاً بوقوفه وراء الحرب الاقتصادية التي تعانيها عدن منذ ما بعد التحرير من مليشيات الحوثي، لكنه برر ذلك برفضه ما اسماه مشروع الاقليمين لأنه "خطوة أولى نحو الانفصال"؛ وهذا الحديث يعيد إلى الاذهان تصريحات مشابهة لزعماء إخوان اليمن ومنهم محمد اليدومي وعبدالمجيد الزنداني، وهو ما يؤكد ان رفض منح الجنوب حكم اقليم ذاتي هي استراتيجية إخوانية متبعة منذ فشل مؤتمر الحوار اليمني الذي انعقد بين الاعوام 2013 – 2014م، قبل ان يطبخ مكتب هادي حلا يستحال تطبيقه في اليمن الشمالية، والمتمثل في مشروع دولة الاقاليم الستة، وهو المشروع الذي أسس لضرب مشروعية القضية الجنوبية القائم على حق استعادة دولة الجنوب بعد الانقلاب على مشروع الوحدة السلمي بالحرب وفتاوى التكفير الإخوانية للجنوبيين.

 

ويبدو ان أحمد صالح العيسي لم يذهب بعيدا عن هذه الاستراتيجية، فتلميذ مدارس الإخوان، يدعي انه عضو في حزب المؤتمر الشعبي العام، لكن لا يستطيع إخفاء الفكر الإخواني الذي يعبر عنه من خلال مشاريعه المناهضة للجنوب. الحرب الاقتصادية ضد الجنوب، بدأت بشكل فعلي منذ تسلم عيدروس الزبيدي قيادة العاصمة عدن، فالرجل الذي يعد الذراع المالية والمحتكر الرئيس للمشتقات النفطية استخدم في مواجهة الجنوب.

 

وهذه الحرب بررها وزير الخارجية السابق عبدالملك المخلافي "بأنها تأتي في سياق الحرب لمنع الانفصال".. وهو ما اعتقده المخلافي ان "نهوض عدن واستقرارها اقتصاديا وامنيا قد يشجع نحو الانفصال"، الأمر الذي يؤكد عليه أحمد صالح العيسي، الذي يعترف بأنهم يسعون لرفض أي مشروع ينصف الجنوب بما في ذلك مشروع الاقليمين الذي اقره ما عرفه بلقاء القاهرة الذي تزعمه الرئيسان علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس في العام 2011م. لكن العيسي لم يتحدث حول كيفية "اقناع المدن اليمنية الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالقبول بمشروع الاقاليم الستة، وما مدى تقبل الحوثيين كقوة على الارض لهذا المشروع، لكن يبدو واضحاً ان المشروع فقط جاء لضرب مشروعية القضية الجنوبية فقط ولن ينال من وحدة اليمن الشمالي الخاضع كليا لسيطرة الحوثيين والإخوان.   الائتلاف أسس لمواجهة الانفصاليين   أعترف أحمد صالح العيسي ومن العاصمة المصرية القاهرة وقوفه خلف ما يسمى بالائتلاف الوطني التكتل السياسي الذي يضم حزبي النهضة والإصلاح وغيرها من التنظيمات الإخوانية. ومنعت السلطات المصرية انعقاد مؤتمر الاشهار في احد فنادق القاهرة، في العام 2018م، على أثر حصولها على معلومات تؤكد وقوف قطر وراء دعم انشاء هذا التكتل الإخواني.

 

يقول العيسي " نحن نقف خلف هذا التكتل، ومن أهدافه ورؤيته الاساسية الالتزام بتطبيق مخرجات الحوار الوطني، وإعلان يمن اتحادي من 6 أقاليم"؛ واليمن الاتحادي المكون من ستة اقاليم لم يتم التوافق عليه في مؤتمر الحوار اليمني، وحتى الفريق الجنوبي الذي مثل القضية الجنوبية انسحب قبل اشهر من اعلان انتهاء الحوار. وأقر مشروع دولة الاتحادية في مكتب الرئيس اليمني وقوبل برفض جنوبي واسع لهذا، حيث خرج الجنوبيون في تظاهرات حاشدة في عدن ترفض مخرجات مؤتمر الحوار اليمني. يؤكد رجل الاعمال الإخواني " أن يمن اتحادي من 6 أقاليم هو المشروع الأنسب للحفاظ على (وحدتنا) لأن منح الجنوب اقليما منفصلا تعد خطوة أولى نحو الانفصال ونحن نرفض الانفصال تمامًا".

 

حاول أحمد صالح العيسي تجاهل الحرب العدوانية التي شنها تحالف نظام صنعاء مع الإخوان وتنظيم القاعدة الإرهابي، زاعما ان مطالب الجنوبيين بالانفصال هي جاءت نتيجة فشل "ادارة الوحدة"، متجاهلا الحرب العدوانية وفتاوى التكفير واعمال النهب والسلب التي تعرض لها الجنوب بعد حرب صيف العام 1994م.

 

ويرفض الإخوان الاعتذار عن تلك الحرب، على عكس رموز نظام صالح الذي اعتذروا عن تلك الحرب وحملوا جماعة الإخوان مسؤولية تحريض المجتمع الشمالي على استباحت عدن ونهبها. ومن رموز "نظام صالح" سكرتيره الصحافي أحمد الصوفي الذي أكد على ان فتوى التكفير التي اصدرها الإخوان وحاولوا نفيها، وهو ما أكدها في مقابلة مع قناة الشرعية التي تبث من السعودية.

 

وزعم أحمد صالح العيسي، ان الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، الذي حشد اتباعه مأرب أواخر العام المنصرم ضد الجنوب، قد انصف القضية الجنوبية والجنوبيين. وقال العيسي زاعما "أنصف الرئيس هادي القضية الجنوبية وقدم لها ما لم يقدمه أحد غيره"؛ لكن العيسي ربط انصاف هادي للجنوبيين بسحب البساط من تحت اقدام من وصفهم بالمزايدين الذين يرفعون شعار الانفصال، حسب وصفه.  واعتبر العيسي وصوله هو إلى منصب نائب مدير مكتب العليمي وجنوبيين أخرين إلى ان يكونوا مسؤولين في الحكومة اليمنية، انصافا للقضية الجنوبية.

 

ووجه العيسي اتهامات لدول اقليمية، بدعم الجنوب، زاعما ما وصفه بـ "وجود مخطط خارجي لاستهداف اليمن ووحدته وأمنه واستقراره، ولكن هذا المخطط سيفشل بإذن الله وسيبقى اليمن واحدًا يحكمه نظام اتحادي يعطي كل ذي حق حقه ويحافظ على وحدة وقوة اليمن".

*- شبوه برس – اليوم الثامن