تحل علينا اليوم السبت الذكرى الثامنة على محرقة مصنع الذخيرة الحية ( 7 أكتوبر ) بالحصن مديرية خنفر محافظة ابين ، ففي مثل هذا اليوم 28مارس 2011م وعند الساعة العاشرة صباحا دوت انفجارات هائلة متبوعه بالسنة النيران وتصاعد الدخان الكيف الى اعالي السماء من مصنع 7 أكتوبر الذي يتوسط المناطق والقرى المجاورة له من جهة الشمالية الغربيه قرية الرواء ومدينة الحصن من الجهة الشمالية الشرقية والرميلة وساكن العبيدي من جهة الجنوب وجميعها تقع شمال شرقي مدينة جعار على بعد 15كيلومتر .
وقد تزامنت الكارثة بسيطرة الجماعات المسلحة من تنظيم القاعدة وانصار الشرعية الذين احكموا السيطرة على مدينة جعار في27 مارس2011م بعد هروب القوات العسكربة والامنية والسلطة المحلية التابعة لنظام علي عبدالله صالح واركان نظامه .
ومن واقع نزولي الميداني الى مكان الانفحار ، شاهدت الجثث المتفحمه التي التهمتها نيران البارود بجانب المستودع المخصص لتخزين مادة البارود في خزانات مصنوعة من مادة الزنك وقد عثرنا على جثث متفحة تحت ركام المستودع الذي انفجر وبداخلة عشرات الخزانات الممتلئة بالمادة المخصصة لصناعة الذخائر سريعة الاشتعال حيث عملنا على تجميع الجثث المتفحه داخل المستودع والاشلاء المتناثره على مسافات تزيد عن خمسمائة متر من الموقع ، وتم دفنها في مقبرة جماعية بجانب المستودع وتعود لاطفال ونساء وكبار السن ، ومن الصعوبة بمكان معرفة هوية الجثث ، وكان من بين الجثث المحترقة ابن اخي ومجموعة اطفال من الاقارب كانوا قد ذهبوا الى المكان دون معرفة الاهالي بذلك الله يرحمهم ويرحم شهداء محرقة مصنع الذخيره وشهداء الجنوب .
عملنا في منظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات انا وزميلي الخضر الميسري على النزول الميداني الى منازل اسر الضحايا لتوثيق اسماء الشهداء والجرحى وعمل استبيانات وافية واخذ اقوال الشهود وتجهيز ملف متكامل عن المحرقة وتقرير شامل عن الواقعه .
خرجت مسيرات شعبية غاضبة في اليوم التالي على وقوع المحرقة في مدينة جعار تطالب بخروج تنظيم القاعدة وانصار الشرعية ومسيرات مماثلة في مدن المحافظة والجنوب عامه ، وتم تبنى خيمة عزاء في منطقة الرواء استمر لاشهر حين توافد ابناء الجنوب لتقديم التعازي واستنكار المحرقة وتحميل السلطات في صنعاء المسؤولية القانونية تجاة الضحايا والجرحى .
وفي الذكرى السنوية الاولى على المحرقة قمنا يتنظيم احتفالية في ساحة الدرويش بخور مكسر وشارك فيها الاف من ابناء وقيادات الحراك السلمي الجنوبي حينها ، بعد النزوح الجماعي من محافظة ابين بسبر حرب ابين المفتعلة بين الجماعات المسلحة والجيش اليمني .
واستمرينا بعد العودة بإحياء ذكرى يوم المحرقة سنوياً في منطقتي الرواء والحصن .
فيصل السعيدي
28مارس 2020