الكل يخمن، فليست هناك، حتى اللحظة، تهمة معلنة، كبرى كانت أم صغرى، لكن ما نعلمه أن "عبدالله بكير" ذو سيرة بيضاء، و من الشبان المحبين لبلدهم، ولا يمكن أن يكون مشبوهاً بما يؤدي إلى استضافته ولو مؤقتاً في الاستخبارات، ممنوعاً عنه التواصل مع أسرته القلقة عليه منذ ثلاثة أيام.
إن تكن هناك تهمة فلتعلن، و لتحَل صحيفة الاتهام إلى القضاء، ويمنح حقه القانوني. أما أن تلفق له تهمة بحجم استخباري، فهذا ما لا مبرر له، حتى يثبت العكس بالأدلة الدامغة.
قد نماشي، في ظل هذا الحال، فنخمن أنه مثلاً متهم بالتآمر لقلب نظام الحكم، أو بالتخابر مع جهات خارجية تهدد الأمن الوطني، كما تزعم، عادةً، الأنظمة البوليسية. لكنه تخمين لا يصدر إلا عمن لا يعرف عبدالله عوض بكير كما نعرفه.
أخي المحافظ "بوسالمين" - أقولها نصيحة لوجه الله - أعد النظر في أمره كرّة بعد أخرى، فلعلَّ حولك من سيوردك موارد لا ترضاها، فأنت فرد في خدمة شعب، وليس الناس شعباً في خدمتك فرداً. ومثلما تؤكد في خطاباتك حبك لوطنك ومعزّتك للناس، فإنهم لهذا الوطن محبون وصابرون أيضاً ومستحملون، ويقدّرون الظروف ويتجاوزون. وفي كل حال، فإن أحسنت، فذاك واجبك، وسيأتي بعدك من يكمل المشوار ، وإن أخطأت - ومن يعمل يخطئ - فإن للناس حق أن يعبروا عن آرائهم في أدائك الرسمي، سلباً قبل الإيجاب - وليس عبدالله لك من الناقدين طبعاً - فأنت محافظ له احترامه، كموظف عام، لكن ليست لك حصانة من النقد الموضوعي، بلا تجريح شخصي، فما أنت بسلطان ولا ملك متوّج ورث العرش عن أبيه صاحب الجلالة المعظم، حتى تدير الأمور بعصا الإخافة. ألا ترى أن زملاء عبدالله يتضامنون معه بحروف خائفة؟ لا تخف من الشعب، أخي "بوسالمين"، ولا تخوفه بالاستخبارات، فالمسؤول الخائف من الشعب يفعل المستحيل، كما يقال، ليجعله خائفاً منه، والشعب الخائف هو ضحية مسؤول خائف - حاشاك - فأنت قائد، من عامة الشعب، نعتز به، بسيط مثلنا، خادم للشعب، وليس الشعب خادماً لك، فقل للذات المتوجسة في أعماقك: اطمئني واستهدِي بالله، فإن كرسياً يهدده عبدالله المحب والمدافع عنك شخصياً بظهر الغيب، عاشق حضرموت منذ أن تفتحت عيناه المترعتان بالبراءة، لهو كرسي هش، أنت أكبر منه، وأَولى بك أن تغادره بشرف، قبل أن يقودك المتزلفون - وما أكثرهم وأخبثهم - إلى ما يسوؤك قبل غيرك، مما لا نرضاه لك، كقائد عسكري نحبه وننافح عنه، و له سيرة في معركة تحرير المكلا ينبغي أن تروى للأجيال، بكل فخر !
* أعلنوا للرأي العام تهمة عبدالله، ووفروا له حقوقه القانونية، أو أفرِجوا عنه واعتذِروا له، بارك الله فيكم، فهناك من هم خطر حقيقي على حضرموت الآن و غداً، وأنتم تعلمون
د. سعيد الجريري