يتهربون من تنفيذ اتفاق الرياض بنسخته الأولى وملحقاته العسكرية والسياسية لانه ببساطة هو النهاية الحتمية لغرق سفينة حكومة فاسدة مترهلة غارقة في بحور الفساد المالي والإداري ،،
لذلك تجدهم يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم عن انهم يسعون لتنفيذ اتفاق الرياض الذي ينص على سحب قواتهم من شقرة وشبوة وتوجيه بوصلة الحرب شمالاً باتجاه صنعاء وإعلان حكومة جديدة يكون المجلس الانتقالي الجنوبي طرف رئيسي وفاعل في الحكم ولا تصدر اي قرارات تعيين إلا بتوافق وموافقة الجميع ،،
باختصار شديد وبعيدا عن التفاصيل والتفرعات تنفيذ اتفاق الرياض بالنسبة للحكومة الشرعية المخترقة اخوانيا يجعلهم أشبه بفرقة موسيقية يائسة قرروا أن يعزفوا لحنهم الاخير فيما تبقى من وقت لغرق سفينتهم المحتوم ،، فقط يعزفون بما تبقى لهم من وقت ،، أما نهايتهم فهي محتومة ومحسومة سلفاً ..
فلا حل الا بتنفيذ اتفاق الرياض وسحب القوات من شقرة وشبوة وسيقوم الانتقالي بالايفاء بالتزاماته بما يضمن إعادة ضبط بوصلة الحرب باتجاه صنعاء انطلاقا من مأرب ولن يسمح بانتقائية تنفيذ بنود وتأجيل أخرى .
انهم كحكومة في وضع لا يحسدون عليه خاصة وانهم يتهربون من المعركة الرئيسية ضد الحوثي منذ ست سنوات كما انهم كحزب إصلاح لايريدون الخروج من شبوة وشقرة ،، ولا يريدون أن يكون الانتقالي الجنوبي ضمن اي تشكيلة مفواضات فما بالك بأن يكون ضمن حكومة جديدة سنصل بها ومن خلالها الى حكومة ال 50 % مناصفة بين الشمال والجنوب كما هو متضمن في اتفاق الرياض،
وهو اعتراف رسمي واقليمي ودولي بحق الشراكة الجنوبية مع الشمال الذي لطالما انكروه بعد حربهم على الجنوب في صيف عام 1994م وجعلوا من الجنوب وشعبه مجرد فرع عاد إلى الأصل ليفرغوا مضمون اتفافية الوحدة بين دولتين وشعبين شقيقين ليجعلوا الأمر مجرد ضم وإلحاق .
ازعجهم المسار السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي هو في حقيقة الأمر يسعى بجدية إلى تنفيذ اتفاق الرياض حسب تراتبية تنفيذية متوازية وغير انتقائية من اي طرف كما فعل جناح تركيا وقطر المخترق لما يسمى بالحكومة الشرعية خلال الستة الأشهر الماضية بعد التوقيع على اتفاق الرياض وقاموا بعرقلة مسارة بأن سلموا نهم والجوف وانحسروا شمالا ليتوجهوا بمليشاتهم نحو الجنوب المحرر ليخلطوا الأوراق وليفرغوا اتفاق الرياض من مضامنية الرامية إلى إعادة تصحيح مسار الحرب باتجاه صنعاء،، تلك الحرب التي يتهربون منها بأن يختلقوا حروباً عبثية لا طائل منها .. كل ذلك ليتهربوا من تنفيذ اتفاق الرياض،، لان نصوصه ستعريهم وستجردهم وستقصقص ريشهم وستضفي على المجلس الانتقالي الجنوبي مشروعية سياسية أكبر توازي وضعه العسكري على الأرض .
انهم في وضع صعب فلا هم انتصروا ولا هم يرغبون بتنفيذ اتفاق الرياض حسب تراتبيته وملحقاته،،
انهم يعزفون اللحن الاخير فسفينتهم غارقة لا محالة ولم يتبقى امامهم وقت طويل ولم تتبقى لديهم مساحات للمناورة والتملص .