منذ أن سقطت نهم والتي كانت تعتبر هي (حامية) مأرب ومقدمتها العسكرية ثم تبعها سقوط الجوف ،، كان يفترض حينها وبشكل عاجل وفوري ان يوجه الرئيس هادي بفتح تحقيق عسكري لمعرفة الأسباب والمتسببين بسقوط تلك الجبهات التي كانت هي الخطوط الأولى للمعارك باتجاه صنعاء بصفته رئيساُ للبلاد وكذلك بصفته القائد العام للقوات المسلحة ليعلم الجميع من هي الأطراف الفاسدة المسؤلة عن كل ذلك الانهيار .
هذا ماكان يفترض بأن يحدث في اي بلد تدار فيها معارك وحروب وتحترم فيها تضحيات الشعوب ،، فما حدث في نهم وفي الجوف كان أمرا جلل وليس مجرد حادثة كر وفر كما يحاول ان يروج لها اعلام حزب الاصلاح ليهونوا على الناس وقع الحدث وتبعاته التي ستحدث ،،
بل ان ماحدث في نهم والجوف كان مقدمة طبيعية لما يحدث اليوم من هجوم شرس على مأرب وقبالها الذين باتوا يواجهون منفردين وبسلاحهم الشخصي الطرف الآخر المتمثل بالحوثيين الذين ورثوا سلاح الدولة باكملها بعد انقلابهم قبل ست سنوات ،،
فإن كان هناك مسؤلية سياسية وأخلاقية وعسكرية تجاه ما يحدث اليوم في مأرب فأن حزب الاصلاح وقياداته السياسية والعسكرية المتغلغيين في مفاصل الشرعية وعلى راسهم علي محسن الأحمر والمقدشي وزير الدفاع هم من يتحملون المسؤلية امام الله اولاً وامام ابناء مأرب ثانيا وامام كل الشعب في الشمال ثالثاً ورابعاً وعاشراً ،، كونهم كحزب وقيادات هم الامرون النهاون والمتحكمون في أمور تلك الجبهات التي نعلم جميعنا أن الرئيس هادي ليست له اليد الطولى فيها نظرا لاعتبارات كثيرة منها واهمها الاعتبارات القبيلة والعلاقات المتشابكه بينهم .
التحقيق كان ولازال وسيظل مطلوب مع هؤلاء جميعاً ومع غيرهم ،، وان لم يحدث هذا فأن التاريخ سيحاكمهم على صفحاته امام كل الأجيال ،، ابتداء بواقعة خذلان حجور التي ذبحت من الوريد الى الوريد ومروراً بسقوط نهم والجوف،، وليس انتهاء بما يحدث اليوم في مأرب التي تهاجم من ثلاثة محاور لتكون ضحية اخرى لحزب انتهازي لئيم مستعد ان تضحي قياداته بأرواح أربعة وعشرين مليون يمني وليس فقط نهم والجوف ومأرب،، مقابل أن يعيش مليون اصلاحي بحرية كما يتوهمون.
واسئلوا صعطر .. وهو سيخبركم .
عبد القادر القاضي أبو نشوان