الجنرال العجوز الواهم علي محسن الأحمر بحسب معلومات مؤكدة أعطى الأوامر لمجاميع ميليشياته من مناطق محتلفة بالزحف نحو حضرموت لتثبيت سيطرته على المحافظات النفطية، حضرموت شبوة المهرة..
ماهي خيارات التحالف العربي؟ وهل سيتحرك عسكرياً لتنفيذ ماتبقى من بنود إتفاق الرياض؟ وهل نحن مقبلون على معركة كبرى وستكون ساحتها محافظة شبوة في حرب بالوكالة بين الحوثي والإخوان ومن خلفهم تركيا وقطر وإيران من جهة والمجلس الإنتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية ومن خلفهم دول التحالف العربي من جهة أخرى.
إنها حرب النفوذ الحاسمة التي ستعيد رسم خارطة التحالفات اليمنية والأقليمية من جديد وعلى ضوئها يتحدد مسار الأزمة ومستقبل الجنوب واليمن والمنافسة على بسط النفوذ على الممرات المائية الدولية في خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.
تعزيز الجنرال العجوز الواهم علي محسن الأحمر لقواته المنتشرة في حضرموت وشبوة وأبين وكذلك المهرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يندرج إلا في سياق الإستعداد للمعركة الكبرى التي يحضر لها الإخوان منذ العام الماضي عقب طردهم من العاصمة عدن.
الكثير من المراقبين يرون أن تصعيد الأحمر والإخوان ومحاولاتهم المستميتة لإفشال تنفيذ باقي بنود إتفاق الرياض ستؤدي إلى تأزيم علاقتهم مع التحالف العربي المتأزمة أصلاً بفعل الإستفزازات والمواجهات المستمرة لقوات التحالف في منشأت بلحاف النفطية في شبوة التي يتخذ منها التحالف العربي مقراً عسكرياً لقواته، وهو مايجعل أي خطوة تصعيدية قادمة من قبل الإخوان في أي منطقة جنوبية بمثابة صب الزيت على النار.
والسؤال الأكثر إلحاحاً هو إذا كانت ميليشيا الإخوان تسعى إلى تفجير الأوضاع في محافظات الجنوب لإفشال تنفيذ الترتيبات الأمنية والعسكرية في محافظات حضرموت شبوة المهرة، ماهو رد المملكة العربية السعودية التي تعهدت وضمنت تنفيذ إتفاق الرياض؟ هل ستقصف طائراتها القوات التي تمردت على تنفيذ باقي بنود إتفاق الرياض ورفضت الإنسحاب من الجنوب إلى الجبهات في الشمال لمواجهة الحوثي؟ وماهو موقف حكومة المناصفة والرئيس هادي.. وهل سيتم التعامل مع الأحمر وميليشياته الإخوانية بالجنوب على أنهم متمردين؟
الوضع على مايبدو لم يحسم بعد، والكل يترقب الطلقة الأولى لمواجهة حاسمة ستكون أكثر شراسة من المواجهات السابقة، وتحرير محافظات حضرموت وشبوة والمهرة من سيطرة الإخوان والحوثي يشكل هزيمة كبرى لمشروع قطر وتركيا وإيران في الجنوب، ولا نعتقد أن التحالف العربي سيتخلى عن الجنوب ويتخلى عن أصدق حلفاءه في عاصفة الحزم والمشروع العربي الذين هزموا المشروع الفارسي في الجنوب ومازالوا مستعدين لهزيمة المشروع الإيراني في الشمال ودعم الشماليين الأحرار في تحرير العاصمة صنعاء من أذناب إيران شريطة تحرير أرضهم من بقايا الإخوان وتسليمهم إدارة أرضهم كما نص عليه إتفاق الرياض.
ختاماً .. لا نعتقد بأن يقوم الأحمر بتحركاته الأخيرة هذه من حشد التعزيزات من مختلف المناطق إلى حضرموت والتحضير للمعركة الكبرى في الجنوب، إلا إذا كان قد حصل على الضوء الأخضر من أنقر والدوحة .. كرة النار تتدحرج ومازالت في ملعب التحالف العربي حتى اللحظة.
عادل المدوري
الأحد 27 ديسمبر، 2020