مهرجان الملايين . بقلم: عمر الحار
ازهقت بلا رحمة ولا شفقة ارواح الملايين من الريالات على قارعة المهرجان ،وشبوة تموت من الوباء كل يوم ولا حرمة لميت ولا احترام لمكلوم ،كل العيون تحتبس دموعها في شبوة وتبكي بحرقة القلوب على من فقدوا، ودعواتهم سهام ليل لن تخطئ الراقصون على احزانهم .
ونحن بحاجة لزراعة مساحة للفرح في حياتنا القاحلة والمثمرة باليباب والرتابة والهموم ويغسلها من تراكمات المرحلة والسنين ويعيد ثقتنا بانفسنا وبقدرتنا على صناعة الابتسامة في وجه الحياة الكئيبة ولو تزلفا وكذبا ،ولكن مايعيب المهرجان توقيته غير المناسب والناس تتلقب على اوجاعها وآساها فوق صفيح ساخن من المعاناة التي لا تنتهي ، وسط نبرة رفض اجتماعي قوي له فاقم من حالة استياء شعور الناس بالمهرجان وهم يمشون منكبين على وجوههم جراء خطورة الوضع الوبائي في المحافظة ومايعتريهم من الخوف والقلق معا من تدهور اوضاعهم الصحية والمعيشية المعجونة بمضاعفة اشتداد الهجوم الفيروسي الشرس عليهم وللمرة الثانية على التوالي .
ولا اخفيكم سرا بان اشارة صادمة وصلتني عن الرقم الملايين التي ازهقت في المهرجان ومازلت في بحث وتحر حثيث عنها والتأكد من صحتها ،ولكنها حتما قد تسعد غالبية الاسر المحتاجة في شبوة وتدخل السرور على قلوبهم المنكسرة من الاحتياج لشهر رمضان المبارك وهم لا يقدرون على رفع نظرات عيونهم الفارغة في وجوه اطفالهم الصغار لانعدام بريق الامل في امكانية اسعادهم بقدوم الشهر الكريم .او ليته سخرها لكفكفت دمع يتيم ومن كثرتهم لاتخطيهم العين .
الموافقة باستمرار المهرجان في هكذا ظروف تظهر سادية والي شبوة واستمتاعه باحراق الملايين وتلذذة بمعاناة الناس ورغبته الجامحة في تبذير اموالهم بدون وجه حق ، وشبوة تترنح تحت ضربات الوباء وتتضور جوعا وفقرا ،هزلية الصورة تعكس الجانب الحقيقي لضعف شخصية الوالي و سهولة الضحك عليه ودفعه للوقوع في الاحتراق و المحظور .
وكان حريا المبادرة بايقاف المهرجان بسقوط اول دمعة على الضحايا , ولكن لا حياة لمن تنادي ,في ظل تمترس الوالي واصراره على ممارسة هذا النوع من الفساد و الاهدار للموارد المالية المحرمة عليه شرعا وقانونا والتي لا تسقط جرائمها بالتقادم حالما نشط المجتمع المدني المنظم والنزيه في تدوينها والاحتفاظ بسجلاتها من الضياع وارواقها ستسقط في الايادي كوراق الخريف عما قريب .
ولا مناص من الخروج في التوصيف قليلا على كل من يحاول الرقص على اوجاع شبوة او يعتبرها ملك ورثه عن ابيه .
وعين الحكمة تكمن في الحرص على احترام مشاعر الناس واجتناب مظاهر الاساءة لهم .