أحيانا عندما تقرأ التعليقات على بعض المناشير المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تلزم التفكير فيها إلى حد الغثيان الذي يبعث على التقيؤ حيث ترى المئات من التعليقات على موضوع خاص بين شخصين لا تتعدى 5 % منها التعليقات الهادفة و95 % منها سجالات وسب وشتائم وهرطقة لا تسمن ولا تغني من جوع وهناك مناشير تناقش مصير أمة أو تناقش مصير وطن تجد أن حقل التعليقات عليها مقفرا مصفرا وأحيانا لا تجد في ذلك الحقل عدى تعليقا يتيما هزيلا يكاد أن ينخزل من سوء التغذية أو تجد فيه إثنين تعليقات وكأنهما رجلان بينهما ثأر يقف كلا منهما على مسافات بعيدة من الآخر وكلا منهما يعاني من عاهة مستدامة ميؤوس الشفاء منها أن هذا الواقع الذي نراه على وسائل التواصل الاجتماعي يكشف لنا مستوى درجة الانحطاط الذي وصل إليها المجتمع من الناحية الفكرية التي لم تكن إلا انعكاسا لدرجة انحطاط المجتمع من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والأخلاقية .
*- سالم صالح بن هارون