للتسول أبعاد ودلائل كثيرة وخطيرة من المفترض أن يدركها القادة والساسة الجنوبيين وفي الطليعة المجلس الانتقالي الجنوبي قبل المجتمع الجنوبي في العاصمة عدن بشكل خاص والمحافظات الجنوبية الأخرى بشكل عام.
لكن من الملاحظ أن الشارع الجنوبي اي المواطن في عدن والجنوب عامة يدرك بأن ظاهرة التسول ليس خطرها في عدن يتمثل في إعاقة حركة السير وغيرها أو التسول هو ناتج عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإنسانية والخدمية التي وصلت البلاد إليها بسبب فساد حكومة الاحتلال اليمني لأن ما هو موجود فأن الأوضاع الإنسانية والمعيشية والخدمية اصبحت معاناة المواطنين بشكل عام في الجنوب.
لكن المراقب لا يجد جنوبي واحد يتسول كان في العاصمة عدن أو غيرها من المحافظات الجنوبية وانما المتسولين يتكونون من شريحتين واضحة الأعيان السمراء والبيضاء وجميعهم من النازحين من مختلف الأعمار من الطفل إلى المسن من عمر سنه وأشهر إلى ما فوق ٧٠ عاما يستخدمون كل اساليب وأنواع التسول بالإضافة إلى البيع والشراء على مدار الساعة لم يفارقون الجولة والمطب وباب المؤسسة والمطعم والفندق ومداخل الأحياء والحارات والحوافز والشوارع وحتى المنازل تجدهم يطرقون أبوابها ليس الغرض البحث عن لقمة يوفرها له وعائلته بل لأغراض أخرى.
حيث تجدهم يحصلون على وجبات ووجبات دسمة في أغلب الأوقات لكنهم لم يوصلونها لعوائلهم ، ربما البعض يكذب ما نكتبه ونقولة وننقل هذا المشهد لأن ما يؤكد ذلك هو أن الطفل أو المرأة أو العاقل منهم لم يقوم بنقل ما كتب الله له لعائلته بل يبقى في مكانة على مدار الساعة بينما هو يأكل ما يكفيه وبقية الأكل تجده مرمي اخر الليل وفي وضح النهار من اليوم التالي على جانبي الطريق كلا في مكانه ، علما أن أغلب المتسولين لا يريدون وجبات أكل بل يطلبون مبالغ مالية ولكن كل هذا يهون إذا كان الأمر يصل إلى هنا .
فهناك تساؤلات كثيرة وعديدة ، هل ظاهرة التسول ترتبط بالجوانب الانسانية أم أنها أمنية أو استخباراتية ؟ لأن ما نرى في ظاهرة التسول هو تسول منظم وما يحدث في عدن لم يحدث قط على مر التاريخ ، قد يقول البعض نازحين ومحتاجين وظروفهم صعبه ووووو.. الخ لكن هناك جنوبيين لم يجدون قوت وجبة الإفطار لكنهم لم ترى أعيننا أحدا منهم في شوارع عدن لكن رزقهم يأتيهم إلى بيوتهم على الرغم من عدم وصول المساعدات الإنسانية والمعيشية من المنظمات إليهم كما يتحصل عليها نازحي اليمن الشقيق الذين تدفع إليهم حتى ايجارات السكن ، فمن وراء ذلك ؟ وما الذي يحدث في الأساس ؟ وهل قيادة الجنوب السياسية والعسكرية والأمنية تدرك ذلك وما يتوقع من مخاطر تهدد أمن واستقرار عدن خاصه والجنوب عامة ؟.
علما أن المجتمع والشارع الجنوبي الذي يعيش ويتابع الواقع قد وجه رسالته إلى أصحاب الأمر فهل يبقى الحال خلال الفترة المقبلة على ما هو علية حاليا وحتى يقع الفاس بالراس ؟ وهل من خطط ومخارج لمعالجة أوضاع من يسمونهم بالنازحين من الحرس الجمهوري والحرس الثوري والخلايا الإخوانية الإرهابية وغيرهم من النازحين الذين قدموا إلى عدن والجنوب تحت مظلة النازحين وهم يمثلون الأطياف الشمالية الساسية قاطبة .
مخيمات النازحين خاوية على عروشها لم تجدهم إلا عند وصول المنظمات كلاً في عملة ومهمتة وآلاف الأسر الأخرى تعيش في منازل وشقق وفلل وفنادق بالإيجار من يدفع لهم هذا ؟ ومن يدير وينظم عمل النازحين في عدن؟.
اخيرا نحب أن نلفت عناية كل جنوبي إلى أن ما أشرنا إليه في الموضوع بأن ساعات النهار الناس في عدن بعضها تكون في سبات وآخرين في أعمالهم وجميع المحلات مغلقة والشوارع خالية من المارة والحركة متوقفة لكن هناك مشهد لم يغيب عن العين لمن يمر في ساعات النهار من الصباح وحتى المساء وهو أن المتسولين جميعا كلاً في مكانة وموقعة ولم نشاهد حتى من غفلت عيناه لنوم فهل هناك مجموعات تبدلهم في تنفيذ الواجب أو أن هناك أموراً كثيرة وعديدة وخطيرة ؟.
فهل تدرك القيادة الجنوبيه لما يدور من حولها ؟ وهل نجد قرار خاص بتنظيم النازحين أو وضع الحلول والمعالجات مع المنظمات الدولية وحكومة الفساد بفتح مخيمات النازحين في محافظة خارج عدن او في تعز وكل المساعدات تصلهم إلى تعز ولا يمنعهم شيئاً إذا اتخذ ذلك مثلما تم التعامل معهم في مأرب.
هذا يأتي أيضا من أجل تأمينهم وتفادي الأوضاع الأمنية وانتشار الأمراض المختلفة وقد شاهدنا كيف أصبح معظم النازحين مركبين الدريبات على أياديهم وينشرون الأمراض وفيروس كورونا كل هذا يجب النظر الية.
*- تقرير – أبو محمد الجنوبي
التسول-في-عدن-إلى-أين-مخاطر-تهدد-أمن-عدن
*- عن الجريدة بوست