#قائدُ_الوطن

2021-06-19 18:42

 

ثمّةَ مَن يريدُ لهذا الوطنِ أن يموت!

قبل 26 سنة وقف عفاشُ وبجانبه علي محسن وزمرة مِن "خبز يدهِ وعجينِه" مزهواً بلذةِ انتصارهِ متباهياً بمئاتِ الآلافِ من حرسِه وجيشِه! قائلاً:

"لقد دفنا الجنوبَ إلى الأبدِ ولن تقومَ لهم قائمةٌ ولو بعد 100 عام"

هكذا كانت تبدو الأمورُ حينها، لم يكن هناك بصيص أملٍ للعودة! فالشمالُ لم يحتل الحاضرَ وحسب! بل كان احتلالاً يحملُ شراً مستطيراً حتى لماضي الجنوبِ التليد، ويخبئُ في طياتِه الكثيرَ من الدمارِ لمستقبله!

لم يكن أحدٌ يراهنُ على الجنوبِ سوى أبناءِه المخلصين! فكانت البدايةُ بحراكٍ سلمي! أشعلَ الثورةَ وبعثَ الروحَ الجنوبيةَ من ركامِ الموت!.

وردمَ التصالحُ والتسامحُ أي ثلمةٍ كان يحاولُ الأعداءُ الولوجَ منها لشقِ صفِ الجنوب.

انطلقت سفينةُ الجنوب تخوضُ الأهوال، تمخرُ عبابَ الأمواجِ! وأثناءِ إبحارها هتفَ أحدُهم:

"نحن في الجنوبِ حسمْنا أمرَنا ولن نقبلَ بغيرِ الاستقلال"

كان الصوتُ لقرصانٍ انتهازي يرى في السفينةِ وسيلةً للوصولِ للكنز!

لم يكن يأبَهُ للركاب! بل كان على استعدادٍ لإغراقِهم جميعاً للوصولِ إلى غايتِه!

وفي خضمِ تلاطمِ الأمواجِ واشتدادِ العواصف! انبرى ربانٌ ماهر لتولي زمام الأمور!

كان يرى في تلك السفينة خلاصاً للوطن!

فتقدم غمارَ الموت معاهداً كل مَن معه "وعد الرجال للرجال" بالوصول بهم نحو الهدف المنشود.

فارتضاه الجميعُ قائداً مراهنين عليه بأرواحهم.

وهاهي السفينةُ اليوم تسيرُ متجاوزةً كل الأخطار، متجهةً نحو هدفها لا يثنيها أحد.

وكلُ مانحنُ فيه اليوم ما هو إلا بشائرُ الوصولِ لبرِ الأمان، وهاقد بدأت سواحلُه تلوحُ في الأفق.

 

#ياسر_علي