في حقيقة الأمر كان تفاعل الإمارات في فترة الغزو العراقي للكويت منقطع النظير فطوال ثمان أشهر من الإحتلال حتى التحرير
لم تتوقف الإمارات في المحافل الإقليمية والدولية عن تأييد الحق الكويتي ومطالبتها بعودة الكويت وخروج القوات العراقية الغازية
وقد أستقبلت الإمارات أبناء دولة الكويت وأكرمت رفادتهم وقال الشيخ زايد رحمه الله "هذا بعض الواجب لأهل الكويت تجاه مع قدمته الكويت للإمارات من مواقف وخدمات قبل الإتحاد"
وتسابق أبناء الإمارات للتدريب في المعسكرات كمتطوعين تلبية لنداء الواجب والوطن والزعيم ، خاصة وأن العراق لا زال آنذاك يهدد دول الخليج الأخرى بالإجتياح
أمام كل هذه التطورات وغيرها ذهبت آنذاك لوزارة الإعلام في أبوظبي لأرى هل يتم توثيق هذه المرحلة ، فقيل لي يتم توثيقها عبر الإعلام الخارجي الذي لم يكن كما شاهدته سوى تقطيع للمقالات وأرشفتها في ملفات ، هذا مفهومهم للتوثيق
وأمام هذا التقصير كان لا بد أن أقوم بواجبي الوطني خاصة وأنني أحد المتطوعين لأداء واجبي في الخدمة العسكرية
ومن خلال مشاهداتي لإقبال شباب الوطن في المعسكرات وتفانيهم في تعلم فنون القتال للدفاع عن أرضهم خلال فترة التدريب التي لا تتجاوز شهرا ونصف
بلا شك كانت ملحمة ووصف حي حول التفاف شعب الإمارات بقائد المسيرة حين هب لتلبية نداء الواجب زرافات ووجدانا ، وأمتدحهم القائد عند تخريج الدفعة الأولى في 2/10/1990
وكان كتابي الأول : زايد القائد ... ونداء الوطن
عبارة عن مشاهد حقيقية حية حول الولاء الوطني ، وإستعداد أبناء الإمارات للتضحية من أجل كرامة وطنهم
أما كتابي الثاني المعنون :
زايد الزعيم ... موقف في ضمير الزمن والذي صدر عام 1993 فكان عبارة عن خطب وتصريحات الشيخ زايد من الغزو العراقي وحتى تحرير الكويت ، وإنعكاسات تصريحات سموه على المستوي العربي والدولي ، والتفاعل الإعلامي معها
أما الكتاب الثالث بعنوان :
الإمارات العربية المتحدة ... مواقف بطولية في أزمة الخليج والذي صدر عام 1992 فكان عبارة عن كلمات وإشادة أصحاب السمو حكام الإمارات بشباب الوطن في أوقات الشدة والمحن ، وكذلك الإشادة بقواتنا المسلحة في أداء واجبها منذ الغزو العراقي وحتى تحرير الكويت
وقمت أيضا بتوثيق الإستراتيجية السياسية والعسكرية لحرب الخليج في كتابين بعنوان :
الإستراتيجية السياسية والعسكرية لحرب الخليج وهو عبارة عن مجموعة دراسات لكبار القادة العسكريين للإستراتيجية الدفاعية التي أتبعت في حرب تحرير الكويت
وقد وجدت هذه الدراسات في وقتها إشادة من عدة جهات في الدولة ، في مقدمتها ديوان صاحب السمو رئيس الدولة
بدوري قدمت الشكر للجهات الحكومية التي تعاونت معي لإمدادي بأرشيف الصور والوثائق الخاصة بتلك الفترة
وقد عرضت هذه المؤلفات في معرض الشارقة للكتاب خلال الأعوام من 1991 - 1993
وأتذكر أخي وصديقي الدكتور عبدالخالق عبدالله الذي قال لي "هذا جهد من المفروض أن تقوم به مؤسسات الإعلام في الدولة" وكان جوابي: " حين يتخلى الإعلام عن دوره علينا نحن كباحثين ومحبين لهذا الوطن أن نقوم بجهودنا "
وهكذا كان هذا الجهد عبارة عن مادة توثيقية تاريخية لحقبة هامة من تاريخ وطننا ومنطقة الخليج
د. خالد القاسمي