قال محلل سياسي وكاتب صحفي أن "فرصة من ذهب لا حتْ باليومين الماضيين أمام وسائل إعلام الشرعية- وحزب الإصلاح تحديدا- من الصعب تفويتها. وموضوع انسحاب قوات طارق والقوات المحسوبة على الجنوب وما رافقها من لغط وتخبط بوسائل إعلام المؤتمر الشعبي العام، وكذا وسائل إعلام التحالف"
وقال الأستاذ "صلاح السقلدي" في موضوع تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منه ننشره وجاء في سياقه: ونعني هنا موضوع انسحابات قوات العميد طارق، والقوات المحسوبة على الجنوب بالساحل الغربي، وما رافقها من لغط وتخبط بوسائل إعلام المؤتمر الشعبي العام، وكذا وسائل إعلام التحالف، فحزب الإصلاح وباقي مكونات الشرعية كانوا بحاجة لهذا الحدث في غمرة الانتقادات الحادة التي تطالهم على خلفية الهزائم والانسحابات في مأرب وشبوة ليقولوا للداخل والخارج لسنا وحدنا من ينسحب أمام الحوثيين يسلم مواقعه، فهاهو طارق والجنوبيون يفعلون أسوأ مما فعلناه امام جبروت الحوثيين.
. كما انها فرصة لهذا الإعلام للتعريض بالموقف الإماراتي والتشكيك بجديته بدعم قوات صالح بمحاربة الحوثيين.
.....
يقيني لو كان الحوثيون هم من انسحب، وقوات طارق هي من سيطرت على اراض كانت تحت سيطرة الحوثيين لأثار ذلك امتعاضا في السر "وربما قي العلن" لدى وسائل إعلام الشرعية والإصلاح. فما تزال الضغائن القديمة تضطرم بالقلوب، فضلا عن اعتقادها "وهي مُحقة في ذلك" بأن قوات الرئيس السابق صالح وجناح حزبه المؤيد لطارق وبرغم تحلله من الشراكة مع الحوثيين ما زالا بعيدين عن مظلة الشرعية التي يهيمن عليها الإصلاح، حتى وان بدا من بعض قيادات المؤتمر تصريحات مجاملة شكلية للمؤسسة الرئاسية.
كما ان الخلاف الإماراتي القطري ما يزال على أشده ويلقي بظلاله الداكنة على علاقة الحزبين "الاصلاح والمؤتمر بجناحه الموال لابوظبي" برغم المصالحة التي فرضتها السعودية على الإمارات بشأن الازمة الخليجية.
وما التراشق الحاد الذي طفى اليوم على واسائل التواصل بين رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، وأنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية إلا نموذج مصغر عل بقاء تلك الأزمة وتعمقها بين البلدين الخليجييَن.
...
وسائل إعلام وصفحات نشطاء حزب الإصلاح تحاشى بشكل واضح "او قل بشكل فاضح" تصريحات التحالف التي ايد بها تلك الانسحابات في الساحل الغربي واعتبرها في بيان نشره اليوم بأنها تأتي إنفاذا والتزاما باتفاق ستوكهولم، وركزت وسائل إعلام الاصلاح على الإمارات والقى عليها كل اللوم.
مع العلم ان اتفاق ستوكهولم وما يترتب عليه من إلتزامات وانكساراته تجاه الحوثيين تم بموافقة ومباركة الشرعية إن لم نقل انه من بُنات افكارها، أفكارها المتوجسة من سقوط مدينة الُحديدة ومينائها الاستراتيجي بيد الإمارات بواسطة قوات الخصم اللدود للاصلاح العميد طارق وحزبه المؤتمر الشعبي العام، فالإصلاح وكل الشرعية واقع تحت عقدة الوضع بالجنوب وفي عدن بالذات التي افلتت من قبضة وضع ما بعد يوليو ١٩٩٤م. ويخشى هذا الحزب بالتالي ان يتكرر الشيء نفسه بالحديدة.