د.توفيق جوزوليت *
ذكرياتي في حضرموت
Memories in Hadramout
للذكرى لجيل أبناء وشباب محافظة حضرموت لما بعد الحرب الظالمة التي شنها الرئيس علي عبد الله صالح بدعم من الإصلاح الإخواني على جنوب اليمن.
شاءت الظروف أن يرافقني في رحلتي الاعلامية لتغطية مسار المعارك في الجبهة الشرقية من جنوب اليمن ، وبالتحديد في شبوة وحضرموت والمهرة، المرحوم الاستاذ صالح هادي مطبق ، وهو من أبناء المكلا ، ذو خبرة واسعة في مجال السمعي البصري ، ناهيك عن تمكنه من التصوير والمونتاج على السواء.
وًلا يختلف اثنان ان المعارك في جبهة الساحل تختلف عن مثيلاتها في عدن ومحيطها.. ان المسافات الواسعة والجبال الوعرة وغياب قوات جنوبية متماسكة وًمنظمة.. بل فقط كانت هناك محاولات دؤوبة من قبل البعض من العسكريين وأبناء بعض القبائل الاستمرار في المقاومة،
على الصعيد العسكري قمنا بتغطية جل المعارك من المواقع الامامية في جبهات قارة الفرس وًكود باطاهر في الجبهة الشرقية.
كما أجريت عددا من الحوارات مع القيادات العسكرية الجنوبية التي حاربت قوات صنعاء الى الاستشهاد وفي مقدمتهم الشهيد صالح أبو بكر بن حسينون أحد القيادات الجنوبية المشهود لها بالاخلاص و التفاني في خدمة الجنوب العربي ، والتي حرصت على تنظيم المقاومةً الجنوبية في الساحل الشرقي ، هذا القائد العسكري الذي استشهد يوما واحدا بعد لقائي به المطول في سيؤون، ويكون بذلك قد ختم حياته الحافلة بالعطاء و الاخلاص لوطنه تقديم روحه هو و وابنه فداء للجنوب ، بالقرب من منطقة فوه غرب المكلا على الساحل الحضرمي في الرابع من شهر يوليوز ١٩٩٤، أي بومين من سقوط محافظة حضرموت و ثلاثة أيام من سقوط عدن.
كما قمت بمحاورة الشهيد اللواء ركن عمر بارشيد ، العقيد الركن خلال الحرب في الموقع الامامي الذي كان يقوده.
وًزرنا الموقع الذي تحصن فيه لواء السلام في محافظة شبوة ، هذا اللواء الذي كان متمركزا لسنوات في الاراضي السعودية ، يضم عسكريين قدامى غير مؤهلين للحرب و بالفعل لم يقاتلوا على الاطلاق. ومن ضمن قياداتها المرحوم الشيخ أحمد بن فريد الصريمة الذي قابلته في شبوة مع مقاتليه ، وًكنت مقتنعا انه لن يحارب ، وهكذا كان.
لقد عرفت المكلا بالتحديد خلال المعارك تحركات ديبلوماسية قادها الديبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي ، مبعوث الامم المتحدة ، و الذي كان دوره سلبيا إزاء ابناء الجنوب اليمني الذين استقبلوه. بحشود هائلة في المكلا كرسالة جوابية ترفض الاستمرار في الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية.
حاولت خلال لقاءاتي المتعددة به خلال تواجده في المكلا و لقائه مع علي سالم البيض ، فهم أسباب البطء الذي تميز به تحرك الامم المتحدة ، و عدم وجود الية لتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي رقم 924 الصادر بتاريخ 1/6/1994 و القرار رقم 931 الصادر بتاريخ 29/6/1994 ، و كانت ذريعته ان صالح مصر على الاستمرار في الحرب و ان أعضاء مجلس الامن يصرون على بقاء اليمن موحدا لضمان التوازن الاستراتبجي قي المنطقة و بالتالي تقليص القوة الاقليمية للمملكة.