عرب كوبا: حضرمي هو الذي أطلق تسمية كوبا على الجزيرة الشهيرة!!

2022-02-28 10:13
عرب كوبا: حضرمي هو الذي أطلق تسمية كوبا  على الجزيرة الشهيرة!!
شبوه برس - خـاص - وادي حضرموت

 

لا يعلم الكثير أن كريستوفر كولمبس الذي عرف عنه بالمكتشف الأعظم للعالم الجديد أي كل الأراضي في الجزء الغربي من العالم لم يكن له أن يغامر ومثله ماجلان وغيرهم من الاسبان والبرتغال لولا وجود العشرات من العرب على أسطوله الاستكشافي قبل قرون بحارة وعلماء ومختصون في علوم الفلك والنجوم والرياح من جنوب الجزيرة العربية تحديداً عمان وحضرموت المطلة على بحر العرب والمحيطات التي تتصل به وكانوا يمخرون البحر قبل هؤلاء الغربيين طلباً للرزق والتجارة وللأستطلاع حتى صدر الإسلام فالفتوحات وتحدي البحر الأحمر والمتوسط والى البحار البعيدة في الشرق الأقصى والى الغرب حتى أطراف المحيط الأطلسي كان العرب سباقون بمئات السنين من كولمبس وأمثاله ولعل الكثير من اليابسة والجزر هم من أطلقوا عليها الاسماء فحرفت إلى اللغات الأوروبية واللاتينية تحديداً التي هي مصدر الإسبانية والبرتغالية والإيطالية واليونانية .

 

أعود إلى موضوعي عندما أبحر كولمبس في أول رحلة نحو الغرب بإتجاه ( العالم الجديد ) ومعه البحارة العرب من سواحل جنوب الجزيرة العربية في نهاية ١٤٩٢م فإذا بهم قبل الوصول إلى الأمريكتين شاهدوا من على بعد اليابسة وسط البحر المتلاطم فتعالى أصوات البحارة ممن هم معه (قبه) أنها قبه لكن كريستوفر يقول لهم أحب أن اسميها (جونا) وظل البحارة ولعلهم الحضارم الذين كانوا أكثر عدداً من الآخرون مصممين على قبه أي مرتفعاً مكوراً ولعلهم شاهدوا أكثر بروزاً شرق الجزيرة وهي جبال سير مايسترا السلسلة المرتفعة في عموم الجزيرة الواقعة في أورنيتا كوبا أو أكبر المناطق سانت جانت كوبا آخر محافظة بالشرق الواقع بها غوانتنامو ولعل كلمة (قبه) التي تنطق بغير الناطقين بالعربية قوبا حرّفت إلى اللاتينية (كوبا) ولم تنفع تسمية كولمبس (جونا) وطغى أسم العرب على الجزيرة إلى اليوم (كوبا) التي تقع امتدادها الغربي إلى خليج المكسيك وأطراف ميامي الأمريكية أما لماذا قلت حضرمياً هو الذي أسماها وليس عمانياً أستنتاجي هو أن الحضارم تواجدوا منذ القدم على ضفتي البحر المتوسط جنوبه وشماله فهم أول طلائع الفاتحين في الإسلام واستوطنوا البرتغال واسبانيا ،فضلاً عن الآخرين الذين ظلوا بموطنهم الأصلي يستعين بهم المستكشفين من الأجانب والعرب ولعل أكبر العلماء البريطانيين الذي قال مقولته المشهورة لن تجد أرضاً في أي بقعة بالعالم تشرق عليها الشمس إلا وحضرمياً فيها.

 

ومن كوبا أنطلق كولمبس ورفقته ليكتشف الامريكيتين متخذاً من الجزيرة الذي تبدو كتمساح قاعدة لاستكشافاته إلى أن أستعمرت اسبانيا رسمياً كوبا في ١٥١١م وأصبحت مستعمرة أسبانية وحاولت فرنسا وهولندا عبر قراصنتها احتلال الجزيرة في القرن السابع عشر لكنهم فشلوا وفي ١٧٦٢م وصلت سفن بحرية وأحتلت هافانا ولكن لفترة قصيرة لتعود اسبانيا مرة أخرى وظل الاحتلال الاسباني الذي قاومه شعب كوبا وهم مجموعة وخليط من الأفارقة والاسبان والهولنديين والعرب خاصة عرب من شمال أفريقيا وذوي أصول عربية من الطليان والاسبان ومن جزيرة العرب (لايعرف تحديداً متى هاجروا أم أنهم ممن وصلوا مع كولمبس وسكنوا كوبا) ولكنهم لم ينجحوا بإخراج الاسبان لتدخل امريكا على الخط ١٨٩٨م وتحتل كوبا وتدحر الاسبان ومنذاك أصبحت ولاية أمريكية إلى أن قاد كاسترو مرتين المقاومة وفي الثانية أستطاع طرد الامريكان وإسقاط الحكومة الكوبية التابعة لأمريكا في ٥٩م وكاسترو كوبي من جذور أسبانية ومن أسرة لها من الأملاك في زراعة قصب السكر على مستوى أمريكا اللاتينية ..

خلال عامي ٨٥-٨٦م كنت كثيراً وانا هناك في هافانا أسأل عن حقيقة رواية أن كان حضرمي صحيحاً هو الذي أسمى هذه البقعة الدولة بكوبا لم أجد جواباً شافياً قاطعاً بل يكون الرد أنه عربي! عموماً فأن للعرب دوراً كبيراً في كوبا ومنذ اكتشافها ولعل اندماج البعض منهم في المجتمع والتزاوج منذ مئات السنين أصبح من الصعب تمييزهم إذ يصنفون ب (المولاطو) أو الذين أختلطوا بأعراق متعددة بينهم الهنود الحمر السكان الاصلي والجنسيات الأخرى التي استقدمت إلى كوبا (أحد أهم مناطق العالم الجديد) ولكن العرب المسلمين هجرتهم قديمة واصبحوا من سكان واصل الشعب الكوري فقد أسسوا أحزاب وكانوا من أبرز قادة الثورة  الاسبان أبان الاحتلال فيما عرف بحروب الاستقلال في ١٨٦٥م وحرب ١٨٩٥م ولهم الكثير من الجمعيات التي تأسست بداية القرن العشرين الجمعية العربية الفلسطينية ، الجمعية الإسلامية العربية، وجمعيات شامية ولعل الأحزاب التي تأسست في العهد الاسباني والأمريكي من أبرز مؤسسيها عرب مسلمين ومسيحيين من لبنان وسوريا وفلسطين حتى أن حركة ٢٦ يوليو التي رأسها فيدل كاسترو قبل أن تتحول بعد ١٩٥٩م إلى الحزب الاشتراكي فالشيوعي الكوبي أكثر عدد بالمكتب السياسي عرب وفي هافانا القديمة يوجد اتحاد ومطعم عربي زرته في ٨٦م ولكنهم يتحدثون الإسبانية فهم من الجيل الثالث أو الرابع من المهاجرين العرب وفي الحزب والحكومة الكوبية حتى اليوم كثير ممن تعود أصولهم للعربية وأكثرهم المسلمين أما اليوم فأن العرب المسيحيين هم الغالبية وينتشر العرب في العاصمة هافانا والشرق الكوبي الذي يعتبر العاصمة الأولى سانتياجو قبل هافانا أما أول مسيحي عربي فقد تم تعميده في الكنيسة بكوبا عام ١٥٩٣م ،وأعلن العرب المسيحيين والمسلمين في ١٩٧٩م توحيد جمعياتهم واتحاداتهم في مكون واحد أسموه (الاتحاد العربي الكوبي) تزامناً مع انعقاد قمة دول عدم الانحياز عالمياً في هافانا كي يعطوا صورة للعالم وأولهم العالم العربي أن العرب الكوبيين متحدون.. عموماً فأن تركيبة الشعب الكوبي من أثنيات و أعراق متعددة كالشعب الأمريكي وحتى موسيقاه فيها الجذر الأفريقي العربي!

#علوي بن سميط