انتهج المطبخ اليمني العتيق انتاج سياسية فرق تسد في الجنوب العربي بهدف تدمير الهوية الوطنية الجنوبية عمادها تدمير الوطن واعتباره جزء ملحق بوطن اخر والقضاء على الشعب و اذابته في شعب اخر.
هذه السياسة القديمة الجديدة بدأت تظهر اكلها في نهاية النصف الاول من القرن العشرين حين اخذت التكتلات السياسية تنتظم في احزاب وجماعات ومع انتشار الفكر القومي العروبي وظهور اليمننة للجنوب العربي ، وكانت حينها الادارة القبلية والدينية للمجتمعات المحلية هي السائدة فكان الجنوب قبليا يتشكل من 23 سلطنة و مشيخة و امارة وكان فيما بينها تعاون و تعاضد عسكري وخصوصا في مواجهة الغزوات الخارجية وكان من اهمها تحرير حضرموت من الزيديه في العام 1117 هجرية.
وكانت جميعها تدار من مركز ديني واحد في عينات وتجمع له الضرائب و الزكوات و المعشرات وظهرت المحميات الشرقية والمحميات الغربية في ظل الاستعمار البريطاني لكل اراضي الجنوب الذي دام 129 عام واخذ يتشكل اتحاد الجنوب العربي و منذ بداية تشكله وقبل ان يكتمل تشكيله ليشمل الجنوب العربي بكامله شنت عليها حملة مغرضة من المطبخ اليمني واتهم بالعمالة وانه اتحاد مزيف.
واخذت الهجمة الشرسة لا تميز بين اتحاد الجنوب العربي كمؤسسة وبين الجنوب العربي كوطن وهوية وطنية بل تعمدت الخلط بينهما ، ومع فجر استقلال الجنوب من بريطانيا التي منحت الاستقلال للجنوب العربي وتركت تسمية الدولة الجديدة للجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني وذلك بعد مفاوضات شاقة في جنيف واصرار وفد الجبهة القومية ( التي ينتظم في اطارها شخصيات يمنية على قدر كبير من السياسية والدها ) على ذلك وهي التي استبدت بالثورة والدولة ونصبت نفسها ممثل وحيد للجنوب العربي الذي اسمته الجنوب اليمني وبعد الاستقلال ( ج ي ج ش ) وتم تشوية اتحاد الجنوب العربي الذي تكونت حكومته من مشائخ وسلاطين وامراء وهم الاقل مستويات تعليمية وسموا بالكراتين والحكومة بالكرتونية .
واتهم بالعمالة لبريطانيا في ظل ظهور حركة التحرر الوطني العربية والعالمية ومرحلة تصفية الاستعمار وتوفر بيئة لتشوية اتحاد الجنوب العربي ولكن الخبثاء السياسيين اليمنيين لم يكتفوا بتشويه اتحاد الجنوب العربي كمؤسسة بل تعدوا ذلك الى الجنوب العربي كوطن وهوية وطنية وتم محاربة و تخوين الاحزاب و المشايخ والسلاطين والامراء والقوى التي تنادي بالجنوب العربي واعدام الكثير منهم بتوجيه من المطبخ اليمني ثم تم الانقلاب على قحطان الشعبي بسبب قانون الجنسية الخاص بالجنوبيين و تخوين محمد علي هيثم بسبب ترحيل اليمنيين الغير منتظمين او الغير حاملين لوثايق السماح لهم بدخول الجنوب.
تدرجت اليمننة من (جنوب اليمن الى الجنوب اليمني الى اليمن الى الشطرين والى وحدة اداة الثورة اليمنية الى اعلان مشروع الوحدة اليمنية ) التي تعثرت وفشلت وتحولت الى ضم والحاق واحتلال فنهض شعب الجنوب العربي لتحرير ارضه ولم تبقى تحت الاحتلال العسكري الا وادي حضرموت والمهره و مكيراس واقترب الحنوب العربي من استعادة وطنه وهويته ودولته فظهر العداء العلني لهذا المشروع الوطني الجنوبي بعدة اساليب اهمها فرق تسد بين الجنوبيبن واتبعوا سياسة وحدويون في عدن و انفصاليين في حضرموت.
هذه السياسة التي لن بكتب لها النجاح رغم انها تحاول تزرع العراقيل في طريق استكمال التحرر الوطني الجنوبي لا يدركوا ان الجنوب هو حضرموت وحضرموت هي الجنوب فاذا كان يتحدثون عن حضرموت الكبرى فقد سلمت كل اراضي الجنوب واذا كان يتحدثون عن حضرموت التي كانت قبل استقلال الجنوب العربي فكانت عبارة عن سلطنتين هما السلطنة القعيطية في المكلا والسلطنة الكثيرية في سيؤون فعن اي منهما يتحدثون واذا كان يتحدثون عن حضرموت كاحد محافظات الجنوب فان التقسيم الاداري للمحافظات قد احدث تداخل في اراضي المهرة و الواحدي وسلطنة القعيطي وسلطنة الكثيري باعتبار محافظة حضرموت هي واحدة من محافظات الجنوب والتقسيم الاداري للجنوب.
قد تعمد اعادة التقسيم الاداري للجنوب واذا افترضنا الهدف هو مصالح ابناء حضرموت فان كل الجنوب مع مصالح ابناء حضرموت وحقهم في ادارة اقليم خاص بهم كواحد من اقاليم الجنوب مثلما لابنا سقطرى والمهرة حق في اقليمهم اي من حق كل شعب الجنوب ان ينظموا انفسهم في اقاليم يديرونها ويديروا مواردها بانفسهم.
*- نصر هرهره