تسوية بضحايا

2023-01-19 19:49



المبعوث الأممي بعد لقائه بالح وثيين في صنعاء ،يلتقي وزير الخارجية السعودي في دافوس.

باريس متفائلة بشأن التقدم الذي حدث ويحدث ، والمسافة التي قطعتها المشاورات حول مابعد البحث في التفاصيل ، والذهاب إلى جوهر المشكلة.

السعودية أكثر الأطراف تساوقاً مع أي حل يوفر لها خروجاً آمناً من اليمن ، يضمن داخلها ويوفر لها ترتيبات أمنية ومنطقة منزوعة السلاح.

لقاءات في أبوظبي يشمل عدد من القادة الخليجيين والقاهرة ،وبإشتراك نادر الحدوث لسلطنة عُمان ، ما يعني أن الملف اليمني على طاولة مباحثات القادة.

السعودية منخرطة أكثر من اي وقت مضى في حوارات مباشرة من جدة إلى صنعاء مع الح وثي، وتنازلات مسربة من قبلها تضمن للح وثي تحقيق مطالبه كترضية مسبقة ، للقبول ببقاء حالة اللاحرب واللاسلم الراهنة ،أو الذهاب إلى هدنة موقعة تمهيداً لمفاوضات الحل النهائي.

صيغة الحل باتت أقل تشدداً تجاه سابق راديكالية الافكار المطروحة ،ولم يعد الح وثي إنقلابياً وصنعاء لم تعد مختطفة، وأن الجميع قد ناله قسطاً من التعب ، بعد ثمان سنوات حرب بإستثناء الح وثي وحاضنته الإقليمية ، الذي يرتبط بقاء حكمه بالبحث عن عدو ، وخلق بيئة تغذي كل أسباب الحرب ، من العدو الخارجي إلى الخصومة مع الشعب.

هناك حل بضحايا :

الشرعية ضحية وإن كانت هي كذلك ،منذ تخلت عن قرارها المستقل ،ولم تترك مسافة آمنة بين المناورة المشروعة مع الخارج وقرارها الوطني الممثل لمصالح الوطن ، وأصبحت أقل من صدى لطروحات الجوار .

الإصلاح سيعيد التموضع بما يخدم مصالحه ،وسيعتلي كعادته موجة أي حل ، وسيقبل أن يكون في الصفوف الخلفية بحضور شاحب وحصة باهتة.

الإنتقالي مفتوح على كل الإحتمالات ، منها تفاهمات السعودية وأبوظبي، بشأن ممارسة الضغوط السياسية المالية العسكرية عليه، والتلويح بقطع إمدادات السلاح ، ما لم يعد صياغة مشروعه السياسي ،بما يتلائم مع الصيغة النهائية لحل لا يسقط القضية الجنوبية ، ولكنه يفرض الفيتو على فكرة الدولة المستقلة ، مع ان حلاً سياسياً يقوم على الدولتين طُرح بقوة وقوبل برفض ح وثي بقوة أيضاً ، ولكنه يبقى رهناً بتفاهمات الكبار الدوليين وراسمي الخرائط في الغرف المغلقة ، وأن بديل الدولتين إقليمين أو أكثر بسلطات خاصة بالجنوب منقوص منها الجيش والثروات والتمثيل الخارجي، ما لم يكن للإنتقالي من واقع جديد التطورات على الأرض وتحديداً في حضرموت والمهرة ، كلمته المغايرة.