أثر القران فى المؤمنين وفى الظالمين

2023-05-12 00:36
أثر القران فى المؤمنين وفى الظالمين
شبوه برس - خـاص - القـاهـرة



بأوجز عبارة فى ذلك الامر يقول الله عز وجل {﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ ‌شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارٗا ٨٢﴾ [الإسراء: ]

فالشفاء هنا خاص بالمؤمنين، وهو بالدرجة الاولى شفاء نفسى وروحى كما فى قوله تعالى {﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ ‌وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ ٥٧﴾ [يونس: 57]

وكما فى قوله ﴿ وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَانًا أَعۡجَمِيّٗا لَّقَالُواْ لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥٓۖ ءَا۬عۡجَمِيّٞ وَعَرَبِيّٞۗ قُلۡ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدٗى ‌وَشِفَآءٞۚ وَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٞ وَهُوَ عَلَيۡهِمۡ عَمًىۚ أُوْلَٰٓئِكَ يُنَادَوۡنَ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ ٤٤﴾ [فصلت: 44]

لكن ثمة شفاء للابدان يشترك فى اثره المؤمن والكافر بغض النظر عما يعتقد وهو الوارد فى قوله تعالى:

{﴿وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ ٦٨ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسۡلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلٗاۚ يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ ‌شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ٦٩﴾ [النحل: 68-69]



ولنضرب مثالا يوضح ما ذكرناه

حينما نزل قول الله تعالى {﴿مَّن ذَا ٱلَّذِي ‌يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245] وسمعها فنحاص اليهودى وجماعة منهم فكان رد فعلهم ماذكره الله فى قوله {لَّقَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ‌فَقِيرٞ ‌وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ سَنَكۡتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتۡلَهُمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ ١٨١ ال عمران} فكانت الاية خسارا عليهم فلاهم آمنوا ولاهم تصدقوا وانما توهموا ان الله فقير طالما انه يطلب قرضا، وعمى عن قلوبهم ان الله هو الغنى وخلقه جميعا فقراء وان القرض الذى يخرجه الانسان لفقير سيجد جزاءه عند الله

لكن انظر الى وقع هذه الاية واثرها عند المؤمنين وذلك انه حينما سمعها ابو الدحداح قال: ياله من رب كريم يعطينا ويرزقنا فاذا تصدقنا قال لنا هو قرض عندى سأوافيكم به, ياله من رب كريم، اشهدك يارسول الله انى قد اقرضت حائطى لله فقال له النبى هل عندك غيرهما قال: لا، قال: فاجعل احدهما لولدك والاخر لربك، وتلك هى واقعية الاسلام ووسطيته فى الانفاق{﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ ‌لَمۡ ‌يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا ٦٧﴾ [الفرقان: 67]



*- الشيخ طارق نصر

القاهرة

.