دولة الخلافة الاسلامية تتراجع وتتقزم تحت أقدام دولة صنعموت *

2023-06-16 10:02
دولة الخلافة الاسلامية تتراجع وتتقزم تحت أقدام دولة صنعموت *
شبوه برس - خـاص - وادي حضرموت


لماذا أرتد إخوان المسلمين على ادبارهم من حزب أممية الخلافة إلى قوقعة شوفينية القبيلة؟

إخوان حضرموت أنموذجا!!!
مع ادراكهم ان القبيلة لا تبني دولا وطنية عبر التاريخ بل تعيش على نقيضها.

تثبت جماعة الإخوان يوما بعد يوم أنتهازيتها، وأنها لا تعمل إلا للوصول لما يحقق مصالحها.

ملأ إخوان المسلمين الأرض ضجيجا في سعيهم للسلطة ورفعوا شعارات الحاكمية و إقامة دولة الخلافة و بشر عبدالمجيد الزنداني في ٢٠١١م بقيامها عام ٢٠٢٠م.

في اليمن و الجنوب رأيناهم يمارسون كل أنواع الخداع و الكذب، حتى سقوطهم الفكري و السياسي.

فلم تسلم القبيلة من هذا الخداع و تم جرجرتها الى الصراع السياسى فى المجتمع الجنوبي أملا في تحقيق مكاسب سياسية، بعد خسارتهم في صنعاء و فرارهم هاربين من عصابة دينية أخرى مؤدلجة، صنعاء التى ظلت فيها القبيلة بنية راسخة لم تتغير حتى حولها الحوثي إلى عكفة مرتزقة في مليشياته بعد إذلالها.

لم يمض وقتا طويلا على خسارتهم في اليمن حتى حاولوا الإستعاضة عنها بوطن بديل في الجنوب و تمكنوا لفترة قصيرة من خلال سيطرتهم على الشرعية ان يجيروا كل الموارد في خدمة مشروعهم وظنوا أنها قد دانت لهم.

و مع ذلك بعد فشل غزوة خيبر في الوصول إلى عدن، حققوا بعض النجاح و أقاموا كيانا يمتد من ساحل شقرة في ابين حتى وادي حضرموت و إلى مأرب و بالطبع سيطروا على شبوة بعد مؤامرة إسقاط نخبتها الأمنية، ما اعطاهم موضع قدم و كيانا في أهم محافظات الجنوب الثلاث فاعتقدوا انه هذا يقربهم من حلمهم ببناء إمارتهم الاخوانية التى وصى عليها اسامة بن لاذن و التي تحتل مساحة كبيرة من الجنوب مع ما ترك لهم الحوثي في مأرب من مديريات، أمرا ممكننا في نظرهم إلا ان حلمهم قد تبدد مرة اخرى و فروا هاربين من أبين و شبوة.

هنا بدأ الإخوان برمي ورقتهم الاخيرة مع بعض المأدلجون و قرروا أن يستدعوا القبيلة في وادي حضرموت ويطلبوا مناصرتها بعد فشلهم في الساحل و الهضبة، فيرتدوا بذلك إلى أصولهم و ترك اممية مشروع الخلافة و ليصبح الانتماء الأيديولوجى مؤجلا.

أنتصب إخوان حضرموت بحجج واهية مدافعين عن وجود المنطقة العسكرية الأولى التي آوت الإرهاب و سهلت تهريب الأسلحة للحوثة و رفضت قتالهم، كل ذلك من اجل عرقلة السيطرة الأمنية لقوات النخبة الحضرمية التي اثبتت جدارتها في حفظ الامن و مكافحة الإرهاب و في سبيل تسهيل بقاء مركز النفوذ الزيدي مسيطرا على حقول النفط و ظنا منهم انهم سيمنعون قيام الدولة الجنوبية.

هم بوعي أو دونه بسلوكهم في هذا الإتجاه من شأنه ان يؤدي إلى إقحام القبيلة في هكذا صراعات دفعت حضرموت فيها اثمانا غالية قبل صلح انجرامس، و سيخرجها من نطاقها السياسى إلى نطاقها الإجتماعي و يجعلها أكثر شراسة وعنفا.

فهل هناك من يدرك خطر لعبة الإخوان؟

*-
د حسين لقور ‎#بن_عيدان ـ أكاديمي ومحلل سياسي

*- العنوان من اختيار محرر "شبوة برس"



.