عتق مدينة افريقية

2023-07-04 12:14

 

صباح اليوم سادس ايام العيد كنت في عتق ، كانت المدينة خالية تماماً من السكان ماعدى ارتال الأفارقة تجوب شوارعها جيئة وذهابا في مجموعات .

عتق لم تعد تلك التي نعرفها، أصبحت مدينة أفريقية تتحدث الأمهرية ويسكنها الاثيوبيين وهذا سيحدث تغيرا ديمغرافيا وتصبح سوداء لغة ولون  مالم تتخذ السلطات إجراءات حازمة لمنع تحول عاصمة المحافظة إلى مدينة إثيوبية.

وانت داخل من نقاط التفتيش في مدخل عتق الشرقي تظن انك داخل مدينة (قوندر) عاصمة الحبشة القديمة! وعندما تتفحص الوجوه على طول الشوارع وانت تسير بسيارتك لن تجد سوى أصحاب البشرة السوداء أمام المطاعم وفي الأسواق وعلى الأرصفة بعضهم امتهن (الشحته) يقترب منك ويمد يده نحوك ويتكلم بالأمهرية أو بلغة غيرها لاتفهمها ويقال ان بعضهم امتهنوا السرقة ونحن لسنا بحاجة إلى سرق فقد ابتلينا بالكثير من السرق واللصوص.

للأسف السلطة عاجزة عن منع هذا النزوح البشري الجارف الذي يشكل عبء أمني كبير واقتصادي كارثي على بلد يعيش حالة فقر وحرب، ولاتستطيع فعل شيء يحد من هذه الهجرة البشعة التي تبدأ من سواحل المخا وباب المندب وبئر علي وتصب كلها في عتق!! مسكينة عتق وأهلها أصبحوا ضحية مافيا التهريب وعصابات المخدرات وستصبح في المستقبل مدينة الجريمة المنظمة مالم تتحرك السلطة وتضع معالجات حازمة وتخرجهم من عتق وتعيدهم من حيث أتوا.

للعلم ان هولاء يتم تهريبهم عبر متعهدين يدفعون بالدولار للمهربين ليتم نقلهم عبر البلاد، اعداد منهم يذهبون باتجاه مأرب وصعده وصنعاء لكن من بقوا في عتق تجاوز عددهم عدد السكان.

الغريب ان جميع هؤلاء الاثيوبيين شباب صغار السن وبنات أيضا، ولايوجد بينهم رجل كبير أبداً!!

لماذا يتم تهريب هولاء؟

ومن هي الجهة التي تقف وراء تهريبهم؟

ومن هم المتعهدين والمستلمين لهم في المنافذ؟

ولماذا لاتتحرك السلطات في عدن وشبوة لمنعهم من القدوم؟

أسئلة تبحث عن إجابة ويبدو أنها لن تأتي حتى نتعلم الأمهرية ونكتب مقالاتنا بها.

 

عبدالله سعيد القروة

٤ يوليو ٢٠٢٣م