لمن يشغله الخروج إلى فضاء جمهوري في صنعاء:
ولأنه البردوني الذي لا مجال للمزايدة عليه، ولأنه الرائي في بلد أعمى، فهو ، مثل 26 سبتمبر المفترى عليه، مفترى عليه بتجاهل رؤيته العميقة لما حدث ويحدث ومازال يحدث.
26 سبتمبر تم وأده فلم يفضِ إلى جمهورية تحقق الأهداف الستة، فظلت أهدافاً معلقة في فضاء انتهازي، يجيد إيقاد شعلة الاحتفال سنوياً، خارج زمن الثورة والجمهورية، حتى إذا أقبل الإماميون في 21 سبتمبر 2014 لم يجدوا في صنعاء لا ثورة ولا جمهورية، فمضوا "لا يبالون" بشيء أو أحد، فما الفرق بين 26 سبتمبر و 21 سبتمبر ؟! هل أسقط الإماميون جمهورية 26 سبتمبر يوم 21 سبتمبر 2014؟ كلا فقد سقطت مبكراً، فبدت كانقلاب عسكري لم يتطور إلى ثورة، ولعل الإماميين الجدد إذ انقلبوا على أدعياء الجمهورية لم يجدوا ما يشوش على وصف انقلابهم بالثورة، فهم يدركون أن لا ثورة حيث هم. إن هو إلا صراع مراكز القوى على السلطة، فلا وجود لنظام سياسي وطني، ولا جيش وطني، ولا عدالة اجتماعية و لا ولا ... فما الذي يحول دون أن يستعيد الكهنوت السياسي كهانته السياسية التي لم تفقد بعد مضي أكثر من نصف قرن، تأثيرها في القاع الاجتماعي فتحظى فيه بحاضنة شعبية، لم تستطع الثورة والجمهورية أن تنتشلها من أعماق المعتقدات السياسية الكهنوتية، لأن 26 سبتمبر تم احتواؤه مبكراً، فاستحال في الوعي العام ذكرى احتفالية لتسويد من صادروا أهدافه، ولم يبق من الثورة والجمهورية سوى أضغاث أفكار يهجس بها الثوار الحقيقيون والحالمون بوطن يتطور بمجرد تداول المصطلحات والمفاهيم واستعارتها من تجارب الثورات والجمهوريات الحقيقية. حتى الدستور لم يعد أكثر من وثيقة هي بعض من متطلبات هيمنة الحاكم على السلطة والشعب، إن كان ثمة شعب خارج المتخيل الاستعاري لمفاهيم الآخرين!
*
ليس هناك فرق بين الإمامة والجمهورية، كما قال البردوني، قبل 25 عاماً في ظل نظام علي عبدالله صالح الجمهوري جداً!
وباعتبار الحوثي، الآن، ممثل الإمامة، وشرعية هادي العفاشية ممثل الدولة والجمهورية، ما الفرق، بجد، بعد 55 عاماً بين الإمامة والجمهورية في صنعاء؟!. لا فرقَ، فهذا الثنائي (الشر - حوثي) يسعى إلى السلطة، وليس في أدنى درجات اهتمامه الثورة أو الجمهورية أو الدولة، ناهيك عن أن تكون مدنية ديمقراطية حديثة كما هي في أذهان الثوار الذين كانوا أو المفكرين والشعراء.
**
تحية محبة للصديق الشاعر Bayan Safadi الذي أجرى الحوار العميق مع البردوني الذي لا يواريه الغياب.
د سعيد سالم الجريري