دولة المشائخ العمودي والقبائل الشجعان الداعمه له من سيبان ونوح ونهد و الصيعر والجعده والمشاجر والدين وبلعبيد ونعمان وفضلها في التصدي لعملاء العجم من الترك والافرنجية البرتغاليين في حضرموت.
لا يمضي عصر ولا يخلوا زمان إلا ويبعث الله رجال من عنده خلقوا من سخطه، وسلطهم على من حل به غضبه.
نحدثكم اليوم عن أحد شجعان العرب في حضرموت
الشيخ عبد الله بن عثمان بن سعيد العمودي وهو أول من استعمل نفوذه السياسي، وكانت الدولة قد أسست على يد الشيخ سعيد بن عيسى العمودي، الذي ينتسب إليه المشائخ آل العمودي في مركزهم في (قيدون) بدوعن في القرن السابع الهجري
وقال الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف (في المختصر من تاريخ حضرموت) أيضا وهو يصف تحدي العمودي ودولته لقوة السلطان بدر بو طويرق الذي اخضع غالب قبائل حضرموت واستعصوا عليه آل العمودي والقبائل المتحالفه معه.
ففي القرن التاسع الهجري، لم تكن القبائل الزيدية في شمال اليمن وأعيان من ال كثير مرتاحين من تقويه الإمام الزيدي في صنعاء لسلطه بدر بوطويرق. (وسنذكر في مقاله اخرى عزل بوطويرق وتعيين ابنه الذي سجن اباه حتى مات في سجنه لخيانته لإمامه الزيدي ودخوله في طاعه الترك)
وبالفعل حدث ماكانوا يتخوفون منه فلقد دخل بدر بوطويرق الى بيت الطاعه التركي وارسلوا له عسكر من الاتراك الى حضرموت تحت قياده التركي يوسف.
وقد تسلح آل العمودي «بالبنادق» قبل الوقت الذي تسلح به جنود أبي طويرق من الأتراك الذين استقدمهم في حروبه بحضرموت. لذلك كان العمودي ينازل أبا طويرق على قدم المساواة في السلاح. وعندما بايع أبو طويرق الأتراك، أعلن العمودي عدم موافقته على تصرفات بدر بل كان أغلب قبائل الجزيره العربيه ترفض ادخال العجم واستخدامهم ضد القبائل العربية في نجد وعسير والحجاز واليمن بعمومه،
وقام بحملته على دوعن وحاصرها واستعصى أحتلالها. وأطلقت فصائل بدر بوطويرق نيران المدافع على مدن وقرى وادي دوعن، وهدموا قنوات الري، ودمروا الأبار وخزانات المياه، وقطعوا النخيل، وطردوا السكان من المدن المحتله تماما كما يفعل الحوثي في وقتنا الحاضر.
وفي عام ٩٥١ هجريا، اضطر الشيخ عثمان لتوقيع على معاهده مع مع بدر بوطويرق وقبل التبعيه له، بيد أن المشايخ العمودي بدأوا في عام ٩٥٤ هجريا حربا جديدة مع السلطان الكثيري.
وفي هذه المره انتفض أتحاد القبايل المحليه وتوسع القتال في جميع مناطق هذه القبائل سيبان ونوح ونهد و الصيعر والجعده والمشاجر والدين وبلعبيد ونعمان بقيادة المشايخ العمودي وهزموا عسكر العجم من الاتراك والامير عمر بن علي الكثيري ودحروا القوات التركيه وعملائهم الذين جائوا بهم واستعانوا بهم.
وبقت دوله العمودي العروبية ورجالهم الشجعان من تلك القبائل اكثر من ٢٠٠ سنه، سيف مسلط على ذيول العجم في حروب كثيرة لايمكن حصرها في حضرموت.
ويحزنني اليوم أن ارى احفاد هولاء المجاهدين الشجعان في المساحات السياسيه وقد تم محوا ذاكرتهم التاريخيه واصبحوا داعمين مطيعين للذين قاتلهم اجدادهم ضدهم، وكأني ارى اجدادهم يتقلبون في قبورهم قهراً وكمداً وغبنا على ما صار عليه أحفادهم اليوم.
#حضرموت #العمودي
*- من منصة
Abdulrahman Al-Nomani على تويتر