المناتعين (المناضلين) من أعضاء الجبهة القومية السباقة ثم في اليمننة ثم لحقتها جبهة التحرير افنوا أعمارهم في خدمة صنعاء خاصة واليمن عامة بثمن بخس يقدم لهم كمرتبات ضئيلة على ايد ارذل المخبرين العساكر اليمنيين ليمننة الجنوب العربي وفعلا نجحوا في مناتعتهم لهوية الجنوب العربي يوم 30 نوفمبر 1967 وتغيير مسمى وهوية شعب الجنوب العربي رسميا دون استشارة هذا المشعب المنكوب والمغلوب من يومها حتى هذه الساعة وتم وذبحه وتقديمه قربانا للذل والتعبية هدية مجانية لشعب الجمهورية العربية اليمنية ولصوصها وفاسديها وأصبح هؤلاء المناتعين مشردين في أصقاع ويستحقون الجزاء والمكافئة هذه من صنعاء لأنهم أصغر من تحمل مسئولية وطن بل ربما تحمل مسئولية أسرة.
ويذّكر محرر "شبوة برس" بعض المعجبين بصبيانية "المناتعين" أنه في الاخير رمتهم صنعاء رميه ومهينة ومذله يستحقونها وكانت المكافئة لهم فهناك من قدم لها جيشا جنوبيا سهل لها احتلال الجنوب في عدوان 1994 وسجنته وأهانته إهانة شخصية وسبق لها التعامل معه بدونية وهناك من اتهمته بالشيوعية والماركسية والكفر ومنهم بالردة والانفصال ومنهم من اتهم بالعجز والخرف والفشل ومنهم بالبكاّء العاجز الفاشل وكثير من التهم كيلت لجنوبيين عاقين لاهلهم ووطنهم وهذا جزاء كل عاق لأهله ووطنه وقد رفض الزعيم العربي "جمال عبدالناصر" حماقتهم وسخف مطالبهم بتحريف وتزوير هوية شعب الجنوب العربي الأصيل وإلحاقه كتابع وكفرع للجمهورية العربية اليمنية وهو ما لم يحصل في تاريخ كل شعوب الأرض.
في موضوع للعميد "ثابت حسين صالح" أطلع عليه محرر "شبوة برس" نقتطف منه التالي:
في مذكراته التي قرأتها السنة الماضية في القاهرة كتب الاستاذ المناضل محمد سالم باسندوة، وهو من مؤسسي منظمة التحرير التي تم الاعلان عن دمجها مع الجبهة القومية في 13 يناير عام 1966م ليشكلا معا ومع بعض السلاطين جبهة التحرير .
عرفت مما كتبه باسندوة إنه ومن قابل معه الرئيس جمال عبدالناصر لأول مرة واظن أنه - أي باسندوة - وتحت تأثير يمني وقومي حينها ، طلبوا من الرئيس جمال ،كأول طلب من بين مطالب أخرى، تغيير إسم برنامج صوت العرب من الجنوب العربي إلى "الجنوب اليمني" !!! ، وهو ما أثار دهشته ، إذ توقع أن سبب المقابلة شيئا أكبر وأهم من تغيير إسم البرنامج...لكنه ابلغ معاونيه بعد المقابلة أن لا يعملوا بطلب تغيير إسم البرنامج بحسب الطلب الغريب لباسندوة "الجنوب اليمني" بدلا من "الجنوب العربي" وأن يكون إسم البرنامج "صوت الجنوب المحتل"...حتى تنتصر الثورة ويعلن الاستقلال ، وحينها شعب الجنوب وحده هو من يقرر تسمية دولته الفتية.
من هذه الواقعة يمكن أن نفهم الصراعات والتعقيدات التي واجهتها مسيرة الثورة ومسيرة الدولة في الجنوب بسبب طغيان المشاعر والعواطف على الحقائق والمصالح...مما أوقع الثورة والدولة في أخطاء جسيمة لعل اخطرها يمننة الجنوب وتسليمه لقيادة نظام صنعاء في 22 مايو 1990م على طبق من ذهب ونفط وارض.