*- شبوة برس- القاهرة: لـ "أ. د حسني احمد علي المتعافي"
قبيل عصر النهضة قامت الدول الأطلنطية الصليبية باستغلال طريق رأس الرجاء الصالح الذي عرفهم به بحار عربي لتحويل التجارة عن البحر المتوسط بهدف ضرب مصر أساسًا وإفقارها، وذلك قبيل نهاية عصر المماليك، وكانت مصر هي التي هزمت الصليبيين وألقت بهم في البحر، ولذلك كانوا يسمونها برأس الأفعى، وقد استغلوا هذا الطريق أيضًا لمحاولة الاتصال بملك الحبشة لقطع مياه النيل عن مصر، ولاحتلال الحجاز، وقد أحبطت مصر هذه المحاولة.
وقد تحالف مع مصر تجار البحر المتوسط الأوروبيون المستنيرون، ومدينة البندقية المدينة الإيطالية التجارية، وكانت مدينة-دولة مستقلة.
وقد دخلت مصر في حروب بحرية ضروس ضد الإمبراطورية البرتغالية، التي كانت دولة عظمى في ذلك الوقت على جبهة امتدت من البحر الأحمر إلى سواحل الهند، وكانت الحرب سجالا.
ولم يُحسم الأمر إلا باستعمال جواري السفاح سليم الأول العثماني لتحريضه على محاربة مصر، بدلًا من أوروبا التي كان والده الحليف لمصر يحاربها، وقد استعمل السفاح سليم سلاح الخيانة والمشايخ والفتاوى والرشاوى ضد مصر، ليحتلها في النهاية ويعيدها، ومعها كل المنطقة، إلى العصر الحجري.
والتاريخ يعيد الآن نفسه في ثوب جديد!